خاص الكوثر - اسطول الصمود
يوضح الباحث سامح العريان أن الفوارق جوهرية: أولاً، السياق الآن مختلف كليًا، إذ يصدر هذا الأسطول في ظل إبادة جماعية تُمارس في غزة، ما أعطى للحملة زخماً دولياً أوسع مما كان عليه الوضع في السنوات الماضية.
ثانيًا، التحالف الداعم للأسطول اليوم أوسع جغرافياً وبشريًا: يضم قادة بلديات، قيادات نقابية، نشطاء، فنانين، وجماعات دينية، أي أن المشاركة لم تعد فردية كما في محاولات سابقة، بل أصبحت تمثل طيفًا أوسع من المجتمع المدني العالمي.
اقرأ ايضاً
ثالثًا، التباين الإعلامي واضح: في الماضي كان خبر الاعتداء على الأسطول يصل إلى الجمهور بعد وقوعه، أما الآن فالكثير من المشاركين يبثون مباشرة من على متن السفن، ما يزيد من الزخم الشعبي والضغط الإعلامي.
رابعًا، الأوضاع الميدانية والاحتجاجات المصاحبة تضاعف من تأثير الأسطول؛ فقد هدّد عمال ميناء جنوى وإيطاليون بإضرابات دولية وتعطيل طرق، مؤكدين أن أي مصادرة للسفن قد تُقابل بمقاطعات وإغلاق للموانئ في أوروبا.
مقابل ذلك، لجأ الكيان الصهيوني إلى حملة تحريض منظمة ضد الأسطول ومن عليه، اتهمت بعض الحسابات والمنصات ناشطيه بالانتماء إلى حركات مسلحة وصنفتهم داعمين «للإرهاب»، وشرعت في استهداف شخصيات معينة بتشويه صورهم ونشر مزاعم ضارة. كما صدرت تهديدات بمصادرة السفن وتحويلها إلى ملكية للسلطات الإسرائيلية، واحتجاز بعض النشطاء لفترات طويلة في سجون مثل النقب والدامون.
رغم كل ذلك، يرى مناصرو الحملة أن هذا التجمع البحري الضخم — الذي وصفته بعض التقارير بأنه أكبر قافلة تضامن في التاريخ — يعكس قوة الشعوب وإصرارها على كسر الحصار وبلوغ غزة.
ويؤكد المشاركون أن تنوع الجنسيات والتخصصات والحضور الشعبي يجعل من محاولات الإيقاف أمراً أكثر صعوبة ويضع أمام العالم اختبارًا حقيقياً: هل سيقف إلى جانب الإنسانية أم مع من يحاصرونها؟