خاص الكوثر - بيني وبينك
قال الخطيب التربوي الشيخ قاسم الجرمقي: تشهد معايير اختيار الشريك لدى الشباب في الوقت الحالي حالة من التضخم والتعقيد، حيث يتجاوز البعض حدود الواقعية إلى شروط ومطالب قد لا تكون عملية أو مستدامة. يرى المتحدثون أن السبب الأساسي يعود إلى التربية الأسرية التي تركز أحيانًا على الجشع والطمع والمظاهر المادية، ما ينعكس على نظرة الشاب أو الشابة تجاه الشريك المثالي.
وأضاف: تتجلى هذه المعايير في توقعات مبالغ فيها مثل ضرورة أن يكون الشريك ذا شخصية متكاملة من حيث الشكل والمظهر والطريقة والتفكير، وهي معايير تنشأ في كثير من الأحيان من تأثير البيئة الاجتماعية والإعلام، خصوصًا الأفلام والمسلسلات التركية التي تصور نموذجًا مثاليًا أو خياليًا للعلاقات.
إقرأ أيضاً:
يُذكر أن التربية التي تهدف فقط إلى إنجاح مراسم الزواج أو ترتيب البيت لا تركز على جوهر العلاقة، وهو قدرة الشريكين على مواجهة تحديات الحياة سويًا، سواء بالفرح أو بالحزن. وتُبرز الدراسات الاجتماعية أن اختيار الشريك عملية تتطلب تفكيرًا عميقًا، وتخضع لتجربة واختبار حقيقيين، وليس مجرد مبادئ سطحية أو مادية.
وتابع ضيف البرنامج: تمثلت مشكلة الاختيار أحيانًا في المبالغة في تقييم الأمور الصغيرة، كمثلًا دراسة تفاصيل بسيطة جداً كالطعام أو العادات اليومية، مما يعكس بحثًا عن الكمال في أشياء قد تبدو ثانوية، لكن لها تأثيرات على مستوى توقعات الشريك والعلاقة.
وأكمل الشيخ الجرمقي حديثه: وبناءً على ذلك، يؤكد المختصون على أهمية مراجعة الشباب لمعاييرهم وعدم الاعتماد فقط على المظاهر أو التقاليد، بل التركيز على القيم الأساسية كالصبر والتفاهم والتشارك في بناء حياة زوجية ناجحة، مؤكدين أن الدعاء والتفكير والتجربة هي ركائز أساسية لاختيار شريك الحياة الصحيح.