ارتفاع معدلات الطلاق في العالم العربي:

أزمة اجتماعية تتجاوز الأرقام إلى مستقبل الأجيال | بودكاست العشرات

الإثنين 18 أغسطس 2025 - 08:59 بتوقيت غرينتش

في أحد مقاهي بيروت خلال شهر رمضان الماضي، سُمع طفل يهمس لأبيه قائلاً: "بس أنا بدي كون إلك"، جملة مؤثرة كشفت عمق ألم الانفصال العائلي، لتسلّط الضوء على أزمة متنامية في العالم العربي: ارتفاع معدلات الطلاق، وما يرافقها من آثار نفسية واجتماعية تطال الأطفال قبل الأزواج أنفسهم.

خاص الكوثر - العشرات 

تشهد معدلات الطلاق في عدة دول عربية ارتفاعًا مقلقًا، كما تؤكد دراسات حديثة. ففي لبنان، أظهرت بيانات الجامعة الأمريكية في بيروت تصاعدًا لافتًا في حالات الطلاق خلال السنوات الأخيرة. وفي مصر، سجّل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء نسبًا مرتفعة، حيث تم تسجيل آلاف الحالات، كثير منها بين طلاب جامعيين. أما في تونس، فقد أكد المعهد الوطني للإحصاء أن نسبة كبيرة من حالات الزواج تنتهي بالطلاق في السنوات الخمس الأولى.

إقرأ أيضاً:

الأسباب الرئيسية:

ضغوط اقتصادية ومعيشية تجعل من الاستمرار في الزواج تحديًا يوميًا.

الخيانة الزوجية وانعدام الثقة، والتي تهدد استقرار العلاقة.

تدخل الأهل وسوء التواصل بين الشريكين.

غياب التوافق العاطفي والشخصي.

العنف الأسري والضغط النفسي. كما تُضاف عوامل مثل اختلاف الأولويات وغياب لغة الحوار الفعّال.

لكن الأخطر من الطلاق القانوني، بحسب الدراسات، هو "الطلاق العاطفي"، وهو نوع من الانفصال الصامت حيث يعيش الزوجان تحت سقف واحد دون أي تواصل فعلي. دراسة من جامعة هارفارد تؤكد أن هذا النوع من الانفصال يولد جفاءً عاطفيًا يربك الأبناء أكثر من الطلاق المعلن. وتصف دراسة أخرى أجرتها جامعة القاهرة أن عددًا كبيرًا من الأزواج يرون علاقتهم تفتقر إلى أي دفء عاطفي.

التأثير على الأطفال: أمام هذه الحالات، يبقى الأطفال الضحايا الأوائل. فالطفل، رغم صغر سنه، يشعر بالصراع والانفصال، ويعيش حالة من الحرمان العاطفي وصراع الولاء بين والديه. وغالبًا ما يؤدي غياب الاستقرار إلى مشكلات في الهوية والانتماء وحتى سلوكيات مستقبلية غير متزنة.

سؤال محوري:

هل من الأفضل أن ينفصل الأهل باتفاق واضح لمصلحة الأبناء، أم أن الاستمرار في علاقة ميتة باسم الاستقرار قد يُسبب ضررًا أكبر؟
كثيرون يفضلون الصمت حفاظًا على صورة العائلة، لكن خبراء العلاقات الأسرية يحذرون من أن "الطلاق الصامت" أكثر إيذاءً من الطلاق الرسمي.