واقع الهجرة إلى الغرب: هل يستحق الشباب التضحية بأوطانهم؟ | بالعمق

الثلاثاء 12 أغسطس 2025 - 06:20 بتوقيت غرينتش

في تحليل شامل للمجتمع الغربي واليوم الشباب العربي أمام خيار الهجرة، يوضح الدكتور سهيل أسعد أن لا توجد "جنة على الأرض" لا في الشرق ولا الغرب، مؤكدا على أهمية فهم الواقع الموضوعي والهجرة المدروسة، مع التركيز على الأولويات الشخصية والاقتصادية التي تحكم قرار الهجرة أو البقاء.

خاص الكوثر - بالعمق

وقال الدكتور أسعد إن الصورة المثالية التي كثيراً ما يُسوَّق لها عن الغرب تكون مغلوطة، واشار إلى أن رؤية "الجنة" في مكان والـ"جهنم" في مكان آخر هي رؤية خاطئة مبنية على مبالغات إعلامية وفهم سطحي. داعيا إلى نسبية الرؤية والاعتراف بأن لكل مجتمع مميزاته وعيوبه، سواء في الشرق أو الغرب.

وأضاف أن القرار حول الهجرة لا يمكن اختزاله في مبدأ ثابت، وإنما يرتبط بشكل أساسي بأولويات واحتياجات الفرد، خصوصاً من حيث العمل والفرص الاقتصادية. فالشباب الذين يجدون فرص عمل مستقرة ودخل كافٍ في وطنهم لا يفكرون في الهجرة لأنهم يشعرون بالراحة والارتباط بوطنهم وأسرتهم، كما أن عامل الحب للوطن والثقافة واللغة يشكل حافزاً قوياً للبقاء.

إقرأ أيضاً:

وتابع الدكتور أسعد: في المقابل، غالباً ما تتحرك الرغبة في الهجرة بناءً على بحث عن فرص اقتصادية أفضل، لكن من المهم أن يدرك الشباب أن الهجرة ليست حلاً سحرياً أو حياة خالية من المشاكل. يُحذر الأستاذ أسعد من تأثير الصور المثالية التي تبثها وسائل الإعلام والفن الغربي (مثل هوليوود) التي تخلق توقعات غير واقعية عن الحياة في الغرب، مما قد يؤدي إلى قرارات مبنية على وهم.

كما يسلط الضوء على أن الهجرة قد تعني العيش في "منطقة مجهولة" بعيدة عن الأهل والثقافة، وقد يواجه المهاجرون مشاكل صحية واجتماعية وروحية، وأحياناً إحساساً بالاغتراب والحرمان. مثال على ذلك سرد تجربته الشخصية في الأرجنتين حيث العيش مرفق بمعاناة مختلفة.

ختاماً، شدد الاستاذ أسعد على أن الجانب الروحي والديني في الشرق يمكن أن يوفر للإنسان قدرة على تحمل الصعوبات والآلام بشكل منطقي، بينما في الغرب قد يكون الألم ماديًا فقط دون ملجأ روحي، مما يجعل قرار الهجرة مسألة معقدة لا يجب التسرع فيها أو اتخاذها بناء على صور سطحية أو أحلام.