خاص الكوثر - ثالث الحجج
قال الشيخ منجد الكعبي : إن البكاء سمة من سمات الإمام السجاد عليه السلام ، ولكن لابد من التوقف عند الفرق بين البكاء العاطفي والبكاء الرسالي وهو مايعبرعنه في واقعنا اليوم بإن الحسين عِبرة وعَبرة ، هذه العبرة التي بدأها الرسول الأعظم في معركة أحد عندما قال : أما عمي حمزة فلا بواكي عليه ؟ يعني كان النبي يطلب البكاء على سيد الشهداء حمزة عليه السلام.
وأضاف الشيخ : فإن البكاء الرسالي الفكري هو البكاء من أجل بيان المظلومية وأحقية المظلوم ،وهو سلاح قوي حتى يندك الباكي في حياة المبكي عليه، فالبكاء لم يكن عبثياً في مدرسة أهل البيت عليهم السلام والإمام السجاد عليه السلام أراد من البكاء إنتاج حركة مجاهدة في سبيل الله ، وبكاءه كان من باب جهاد التبيين حتى يبين مظلومية سيد الشهداء أباعبدالله الحسين عليه السلام .
وأردف الباحث الإسلامي : وفي وقتنا الحاضر، إن البكاء على الحسين هو بكاء رسالي وهو تعبير عن مقارعة الظلم ورفضه وقد انتج هذا البكاء مدرسة جهادية ،فاليوم فمن يدعم غزة وويقف مع أهلها المظلومين هم من يبكون على الحسين ويسيرون في طريق الحسين عليه السلام ومثال على ذلك الحشد الشعبي .
وأكمل الدكتور الشيخ الكعبي : إن البكاء على الحسين سلام الله فلسفة ، والأمر لايتوقف عند البكاء فإن الإمام السجاد عليه السلام لم يتوقف عند البكاء بل ترك تلك الموسوعة المحمدية المسماة بالصحيفة السجادية التي كان يعالج بها الإمام مشاكل وهموم الناس من خلال أدعيته كدعاء أهل الثغور الذي يقرأ في كربلاء كل يوم قبل صلاة المغرب بنية نصرة أخوتنا في غزة المظلومة.