خاص الكوثر - أفلا يتدبرون
قال السيد الحسني إن معنى قوله تعالى: «قل أعوذ برب الفلق» يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقدرة الله عزّ وجل على إحياء الجماد وإخراج الحياة من الأشياء الصلبة والميتة، فهو الله سبحانه وتعالى الذي يفلق الحب والنوى ويبعث الحياة من حيث لا يتوقع الإنسان.
وأضاف أن المخاطر التي تواجه البشرية، سواء كانت أمراضاً، أوبئة، أو كوارث، لا يمكن دفعها إلا بالالتجاء إلى الله تعالى، فليست المستشفيات، ولا وسائل الوقاية، ولا حتى الأسلحة، قادرة على حماية الإنسان حمايةً مطلقة، بل إن النجاة الحقيقية تكون بالاعتصام بالله.
ويضرب مثلاً بفيروس كورونا، الذي لم يُرَ بالعين المجرّدة لكنه أوقف حياة العالم، في دلالة على أن هناك شروراً كثيرة غير مرئية — منها فيروسات، مخلوقات، أو قوى خفية — لا يمكن مواجهتها إلا بالإيمان والتوكل.
إقرأ أيضاً:
وأشار السيد الحسني إلى أن من بين هذه الشرور ما ورد في السورة الكريمة: «من شر ما خلق» أي من كل ما أوجده الله مما فيه ضرر أو أذى، سواء كان محسوساً أو غير محسوس.
وتابع: «ومن شر غاسق إذا وقب» أي من الشر الذي يأتي في الظلام، في إشارة إلى ما يُدبّر خفية من مؤامرات أو وساوس أو أعمال شريرة لا تُرى بالعين ولا تُكتشف بسهولة، مؤكداً أن الإنسان لا يستطيع اللجوء إلى شرطة أو طبّ لمواجهتها، وإنما إلى الله وحده.
وختم بالقول إن السورة الكريمة تُعلّم المؤمن أن الحماية من الشرور – سواء الظاهرة أو الخفية – لا تكون إلا عبر الاعتصام بخالقها، فهو وحده القادر على رفع البلاء وكشف الضرّ.