خاص الكوثر - يدا بيد
وأكد نصرالدين: المبادرة التي تم تنفيذها خلال أيام الحرب والتحديات الأمنية، ركزت على توفير لحظات من الفرح والتسلية للنازحين الذين عانوا من آثار النزوح والحروب، مشددة على أهمية الجانب النفسي في فترة الأزمات. مضيفا القائمون على المبادرة أن الإنسان يحتاج بالطبع إلى الغذاء واللباس، لكن في الأوقات الصعبة، يتطلب الوضع النفسي أيضاً رعاية خاصة. النازحون، خصوصاً الأطفال، هم الأكثر تأثراً بالأوضاع المحيطة بهم، لذلك كانت هذه المبادرة تهدف إلى تقديم دعم نفسي لهم من خلال الترفيه والأنشطة التي تخرجهم من أجواء القلق والخوف، وتمنحهم فسحة من الفرح.
وقال نصرالدين: "لم نخشى من الانتقادات أو الصعوبات التي قد نواجهها، لأن هدفنا كان أكبر من أي شيء. نحن نؤمن أن الضحك والفرح هما دواء نفسي مهم في مثل هذه الأوقات، والنتيجة كانت أكثر من رائعة. رأينا السعادة في عيون الأطفال، ورأينا كيف أن النشاطات الترفيهية جعلتهم ينسون للحظات معاناتهم".
وأضاف نصرالدين: قد شملت الأنشطة الترفيهية التي تم تنظيمها العديد من الألعاب الجماعية والمسابقات والبرامج الكوميدية، إضافة إلى ورش عمل فنية لإبراز مهارات الأطفال في مجالات مختلفة. وتنوعت الفعاليات لتشمل كل الأعمار، بحيث تم تخصيص برامج خاصة للأطفال الأصغر سناً، وأخرى للمراهقين لتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الجماعية وتكوين صداقات جديدة. كما تم توفير خدمات الدعم النفسي للأسر من خلال جلسات توعية حول كيفية التعامل مع ضغوطات النزوح والحرب.
إقرأ أيضاً
قال نصرالدين: "المساعدات الإنسانية لا تقتصر فقط على الغذاء أو الأدوية، بل تشمل أيضا الجانب النفسي، وهو أمر بالغ الأهمية للنازحين. إذا لم يشعروا بالأمل والراحة النفسية، فإنهم سيظلون عالقين في دوامة من القلق والتوتر. هذا ما دفعنا لتنظيم هذه الفعاليات التي جلبت الفرح والابتسامة للأطفال والعائلات". إضافة إلى الأنشطة الترفيهية، تم إطلاق حملات تبرعات تشمل توزيع الملابس والأطعمة على الأسر النازحة، وهو ما اعتبره القائمون على المبادرة عنصراً مهماً في تأمين احتياجاتهم الأساسية. ومع ذلك، أكد أن الهدف الأساسي كان تقديم الدعم النفسي من خلال لحظات من المرح والابتسامة.
وأردف نصرالدين: تؤكد هذه المبادرة أن العمل الاجتماعي في الأوقات الصعبة لا يقتصر على تقديم المساعدات المادية فقط، بل يمتد ليشمل الدعم العاطفي والنفسي الذي يعد أساسياً في إعادة بناء الأمل والثقة في المستقبل. وتبقى هذه المبادرات مثالاً على كيف يمكن للجمعيات والمؤسسات المجتمعية أن تخلق تأثيراً إيجابياً في حياة الأفراد في أقسى الظروف. في ختام المبادرة، كان الجميع على موعد مع رسائل الأمل التي بعثها الأطفال وأسرهم، والذين عبروا عن شكرهم للمبادرة التي لم تقتصر على تلبية احتياجاتهم الأساسية، بل ساعدتهم أيضاً في تجاوز جزء من معاناتهم النفسية.