خاص الكوثر - يدا بيد
أيها الناس! إنا فقدنا سيدا حرر لبنان واستشهد في سبيل تحرير فلسطين، تكفل بمن يليه من العدو ثم قام تكفل بمن يلي جاره ثم لم يمنن على أحد بذلك فحمل حمله وحمل معه أحمالنا عمره كله وقد كرم على الأمة بابنه ثم بنفسه وبين الكرمين بعديد أحبابه وأصحابه وإخوانه، وحين نشبت هذه الحرب لم يعتذر بفجأتها وكان معذورا لو فعل بل أقدم وأقدم حتى جاد بالنفس العزيزة فهو يدري فزاد على ما يفعله الحليف بل على ما يفعله القريب الحبيب، هذا فعل أعلى من السياسة والعسكرية، هذا نبل تتواتر به الأخبار والأشعار لزمان طويل.
إقرأ أيضاً
رجل حمل مانئت به جيوش عشرون فان دفع به ما ملكت يده لاموه وأيديهم مقبوضة على ما ملكوا، حكاما ومحكومين ودولا ضخاما كثيرة الضجيج فخمة القاب المماليك شعوبها بالملايين وأراضيها تلهث فيها الريح عرضا وطولا. وهو يقاتل في قطر ضيق الحدود نادر السلاح كثير الطوائف لا يكاد يجتمع فيه اثنان على رأي ثم يغلب ، لم يسكن في قصر ولاسار على السجاجيد الحمر، جاد بنفسه ساعة الشهادة وجاد قبلها بكل ساعة من العمر. هذا ولم أجد في سير العرب والعجم رجلا أشبه آباءه مثله. ذرية بعضها من بعض أما الشامتون بيومه من الغزاة والطغاة فغبار على شعاع الشمس لايزيده الا تجليا ولايعتد بهم في حرب ولا سلم تهجوهم القابهم وتشيح عنهم راياهم لو كان لها أمرها. هو القصه كلها هو القدس في عمامة وآيات من القرآن تمشي على قدمين وتبتسم للناس.
و إن الشهيد ابن الشهيد أبا الشهيد وعدكم بالنصر وهو لم يكذبكم من قبل فإن صدقتموه فبأيديكم أنتم يصدق عدو لكم.