خاص الكوثر- ثامن الحجج
قال السيد محمد حسن الموسوي : قادت الحوراء زينب سلام الله عليها بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ، موكب الأحزان لمقارعة الطغيان تنظر إلى أخوتها وأبناءه وأنصار الحسين أشلاء على أرض كربلاء ، وتنظرإلى الرؤوس وهي على أسنة الرماح ، ويقول عبيد الله بن زياد للسيدة زينب مارأيتي فعل الله في أخيك ، فتقول له مارأيت إلا جميلاً ، فهذه الكلمة هدت كيان ابن زياد .
وأضاف السيد : تلك الكلمة هزمت ابن زياد ويزيد وكل من تبعهم من الطغاة إلى يومنا هذا ، فالشهداء على طريق العقيدة ونصرة الدين هم من يجّملون الدين ، وعندما دخلت السيد على يزيد الذي أخذ يتشفى بالحوراء ورأس الحسين بين يديه ويضربه قالت له : يا يزيد كد كيد واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ، ولن تميت وحينا وهل رأيك إلا فند وجمعك إلا بدد وايامك إلا عدد ، وعندما مروا بالنساء على جثث شهداء واقعة الطف نظرت السيدة زينب إلى الإمام زين العابدين علهيما السلام وهو قد تألم على الحال ، فقالت له يإبن أخي : سينصب بهذا الطف علم كلما اجتهد ائمة الكفر والضلال على محو أثره فلا يزداد إلا علواً وارتفاعاً .
اقرأ أيضاً
وأردف الباحث الإسلامي : النسبة لأحيوا أمرنا ، فإنه في الواقع قد لمست السيدة زينب عليها سلام الله هذا الإحياء ، والتاريخ الذي مرعلى أهل البيت يجسد أن تاريخهم تاريخ حي لأنه تاريخ مرتبط بالله سبحانه وتعالى بعيد عن الدنيا وأهواءها ، وإن كان الإمام الحسين حافظ على الدين بقتله فإن الحوراء زينب قد حافظت عليه بسبيها وقد كانت أشبه بفضائية تنقل أخبار الحادثة وتبين للناس الحقائق حتى في قصور الطواغيت والظلمة وهي في قمة الشجاعة والصبر .