خاص الكوثر- ثامن الحجج
قال السيد محمد حسن الناصر : إن الحديث عن أخلاق الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام ليست إلا غيض من فيض ، ومماذكر في الروايات أن ابراهيم ابن العباس تحدث عن أخلاق الرضا وكأنها أخذت واقتبست من أخلاق جده رسول الله صلوات الله عليه وآله ، وهنا نذكر أنه كلما سمى الإنسان وارتقى علواً في التقوى والقرب من الله لابد وإن يرافق ذلك علواً ورقياً في الجانب الأخلاقي .
وأضاف السيد الناصر : يذكر في الرواية أنه في يوم من الأيام احتاج الإمام الرضا عليه السلام للحمام ، فترك مكانه ومواليه وذهب إلى حمام السوق كي يغتسل وعندما دخل الحمام كان هناك جندي يغتسل وماكان يعرف الإمام معرفة شخصية فجاء لعنده وأزاح الإمام من مكانه وأمره بإن يصب الماء على رأسه وأمتثل الإمام لذلك ولم يعرفه بنفسه ، وبدأ يصب الماء على رأس الجندي في تلك الأثناء دخل شخص للحمام يعرف الإمام الرضا سلام الله عليه فنظر للجندي وقال له : ويلك أيها الجندي لقد هلكت كيف تأمر ابن بنت رسول الله بإن يصب الماء على رأسك ، فتفأجئ الجندي وسقط على يدي الإمام يقبلهما وهو يقول له عذراً يابن رسول الله هل عصيتني عندما طلبت منك ذلك ، فقال له الإمام بتبسم :أنها لمثوبة ،فكيف أعصيك فيما فيه ثواب لي.
اقرأ أيضاً
وأردف الباحث الإسلامي : من تلك الرواية نستنتج أن الإمام سلام الله عليه أراد أن يترك لنا منهج عملي في طريقة التعامل مع الآخرين الذين ربما يخطئون بحقنا في كلمة أو تصرف ، والإنسان المؤمن الصالح الذي يسلك طريق التقوى يفترض أن يتحلى بالأخلاق العالية ، وإن الدوحة المحمدية والعلوية وكل الائمة عليهم السلا ساروا على منهج ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمࣲ).