خاص الكوثر- ثامن الحجج
قال الشيخ مصطفى الفرطوسي :رفض الظلم في سيرة آل البيت العطرة الطاهرة صلوات الله عليهم وسلامه حيث نجد أن أمي المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قد أوصى أبنائه واحبته «کونا للظّالم خصماً و للمظلوم عوناً» ثم نأتي للإمام أبا عبدالله الحسين سلام الله عليه حيث أن ثورته وقيامه كله كان هدفه مواجهة الظلم ورفض الظلم والظالمين .
وأضاف الشيخ :نجد في أن الإمام الحسين عليه السلام في خطبه من المدينة وإلى كربلاء وفي يوم عاشوراء كان يرفض الظلم والظالم ، ونأتي للإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام وانصراف المأمون لقتله يعود إلى عدة أسباب ، حيث أنه كان يحاول المأمون صرف نظر الناس عن الالتحاق بالإمام.
واكمل الفرطوسي :والسبب الآخر أنه عندما عقد المأمون المناظرات حتى يبين للناس أن الامام الرضاعليه السلام ليس بعالم فمرة أخرى انقلب السحر على الساحر وافحم الإمام الرضا جميع العلماء والحاضرين من مختلف الأديان والطوائف في تلك المناظرات وبات أعلم الناس في ذلك الزمان وعلا شأنه في عيون الناس .
وأردف الباحث الإسلامي : والمنشأ الثالث أن الإمام الرضا سلام الله عليه وكان دائما كثير الوعظ والنصح وكثيراً ما كان يقابل ظلم المأمون أمام الناس ، والكل يعرف أن الملوك لايحبون أن يعظهم أحد ، فذات مرة دخل الإمام على المأمون وكان يريد أن يتوضا وجعل غلام لديه يسكب له الماء من أجل الوضوء ، فقال له الإمام عندما رأى ذلك : لاتشرك بعبادتك أحد ، ذلك الأمر وماسبق سابقاً وغيرها الكثير من القصص والروايات التي تحكي عن رفضة الإمام الظلم من المأمون لنفسه ولغيره ، كلها دفعت بالمأمون بالحقد على الإمام و الإنصراف لقتله .