خاص الكوثر- لبيك
قال الشيخ علاء الجياشي : زيارة الأربعين والحشود الميلونية التي تأتي لزيارة أبا عبدالله الحسين عليه السلام قد رفعت الكثير من الإشكاليات والتي منها أن الحسين حين خرج بإتجاه كربلاء اعترض طريقه بعض الصحابة حاولوا أن ينصحوا الإمام بعدم الخروج أمثال عبدالله بن عباس ومحمد بن الحنفية وغيرهم الكثيرون ، ولكن الملفت للإنتباه أن الإمام كان عالما بما سيكون وحدثهم وأجابهم على قدر عقولهم لأنهم لا يفهمون الهدف العظيم الذي يريده الحسين من الخروج .
وأضاف الجياشي : فأعترض البعض عليه أنه لما خروج النساء والأطفال فقال :( شاء الله أن يراني قتيلا و شاء الله ان یراهن سبایا) وعندما سبي نساء البيت إلى الشام اتضح المغزى من أخذ الإمام الحسين عليه السلام النساء والأطفال معه ، حيث أن بني أمية أرادوا من قتل الحسين أن يكتبوا تاريخ آخر غير الذي عرفه المسلمون تاريخ يتوافق مع مصالح بني أمية ، إلا أن السيدة زينب والإمام السجاد عليهما السلام ومن خلال خطبهم في الكوفة والشام قد فضحوا بني امية وبينوا السبب والراية التي خرج من أجلها الحسين سلام الله عليه .
وأردف الباحث الإسلامي : كربلاء فيها نظرتان ، واحدة آنية مرحلية وآخرى مستقبلية ، فما إذا نظر الإنسان إلى ماحدث في كربلاء نظرة آنية لما ادرك المغزى من خروج الحسين سلام الله بسبب قصور العقل البشري ، فحين أنه خروجه أحدث ملحمة تاريخية تمتد آثارها إلى ظهور صاحب العصر والزمان عجل الله له الفرج القريب ، حيث أن الحسين عليه السلام هو من هيأ أرضية الإصلاح حينما قال :(إنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِی أُمَّةِ جَدِّی ) والمقصود من ذلك الإصلاح هو الإصلاح في شكلها الأجلى الذي يتحقق في دولة العدالة الالهية على يد قائم آل محمد صلوات الله عليهم ، ونرجع إلى أن كل أهل البيت عليهم السلام نصحوا بزيارة الإمام الحسين كي يوجدوا حلقة الوصل بين كربلاء الحسين وبين دولة العدالة الالهية .