خاص الكوثر- أول الحجج
قال الدكتور عباس العبودي : قد وصف أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام الخوارج بقوله : (لَاتَقْتُلُوا الْخَوَارِجَ بَعْدِي فَلَيْسَ مَنْ طَلَبَ الْحَقَّ فَأَخْطَأَهُ كَمَنْ طَلَبَ الْبَاطِلَ فَأَدْرَكَهُ ) حيث أنه في الواقع يعيش الناس في هذه الحياة في فتن عظيمة ، وقد حدثنا القرآن الكريم عن أهمية الحياد والإبتعاد عن الفتن في قوله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) فيؤكد الإمام علي عليه السلام بحديثه الذي ذكرناه سابقاً طبيعة أولئك الناس الذين يسعون وكأنهم ساعون للحق والخير الذي هم مؤمنون به ولكن يرون أنفسهم في النهاية والنتيجة قد سقطوا في وحل الفتنة الذي لا يوجد فيه سبل النجاة .
وأضاف الدكتور العبودي : في الواقع عندما نريد أن نتحدث عن أهمية الإبتعاد والحياد عن الفتن نستذكر فتنة الخوارج التي وقعوا فيها وقضية معركة صفين وقتالهم للإمام علي عليه السلام الذي أكد لهم آنذاك أن كل ماجرى من أحداث هو خديعة وقعوا فيها لكنهم تمردوا على إمامهم الذي تحول بالنسبة لهم لشخص كافر يجب محاربته والقضاء عليه، في حين أن الإمام علي سلام الله كان يريد تصحيح المسارات المتراكمة فكانت الفتنة من أقرب الناس إليه .
لمتابعة أول الحجج اضغط هنا