خاص الكوثر - فلسطين الصمود
وذلك بعد أن رأت واشنطن أن المدة التي منحتها للكيان في المرحلة الأولى لتحقيق أهدافه في قطاع غزة لم تحقق أي هدف ، كما أنها كلفت أمريكا أثمان سياسية باهظة على الصعيد الدولي بسبب دعمها الأعمى لكيان الصهيوني ، وعليه يرى هؤلاء المراقبون أن يكون الهجوم هذه المرة بمشاركة أمريكية مباشرة ومكثفة بهدف الوصول إلى اتفاق يصب بأكمله لصالح الكيان الصهيوني تفرضه أمريكا على حماس تحت ضغط القصف المكثف على المناطق السكنية .
كما أن أمريكا رأت عمليات تبادل الأسرى خلال الهدنة قصفت الرواية الصهيونية الأمريكية وعززت مصداقية وإنسانية المقاومة أمام الرأي العام العالمي لاسيما في الغرب وخاصة أمريكا، لذلك اتخذت الأخيرة قرار استنئاف الهجمات على غزة للتغطية على فضيحتها وفضحية الكيان الصهيوني .
إلا أن الذي تناستنه أمريكا وهي تغرق في وحل غزة ، أن الكيان الصهيوني لا تقبل له في الدخول في حرب طويلة الأمد فكلما طالت الحرب في غزة كلما زاد الرافضين لها داخل الكيان لأنهم يعرفون أنهم غير قادرين على حرب طويلة ، فإن هذا الكيان ورغم سياسة الأرض المحروقة التي مارسها في غزة خلال 50 يوماً لم يفرض سيطرته إلا على مناطق ضيقة على أطراف القطاع .
وهذا ما أكدته عملية تبادل الأسرى ، حيث ظهر العديد من مقاتلي حماس خلال تلك العمليات في مناطق مختلفة في غزة كان جيش الإحتلال قد زعم سيطرته عليها خلال عملية الإجتياح البري .
كما ويعتقد المراقبون أن الفترة القادمة ستشهد زيارة وزير الخارجية الأمريكية - أنتوني بلينكن- أو مدير وكالات الإستخبارات الأمريكية سي آي آي- وليام بيرنز- إلى المنطقة لا لفرض شروطهم بل لإستجداء هدنة جديدة مع حماس فأسراهم لم تحررهم الحرب أبداً ولا سبيل لذلك إلا بإيقاف إطلاق النار وتحرير الأسرى الفلسطينين .