وعطل مشاريع الرئيس الامريكي جو بايدن الذي سعى بكل ما اوتي من تاثير لدفع المملكة العربية السعودية نحو التطبيع مع الكيان.
كان بايدن على استعداد لضمانات طلبتها السعودية من اجل التطبيع في الوقت الذي كان يعد الانجازات في المنطقة يمكنها المساهمة في دعمه انتخابيا سيما ان الشعبية الحقيقة للديمقراطيين في امريكا هي من اليهود المؤيدين لمشروع الشرق الاوسط الكبير "غرب آسيا" ودور الكيان المحتل في المنطقة.
لكن مع تشجييع الاستيطان في الضفة الغربية وتدمير الامل المتبقي لما يسمى بالسلام وعزل الفلسطينيين في محيطهم الاقليمي وبناء الكيان شراكات متزايدة مع الدول العربية، انفجرت عملية طوفان الأقصى.
حجم العملية وشكلها والكفاءة في التخطيط والتنفيذ شكلت سابقة في تاريخ العمليات الفسلطينية ضد الكيان المحتل الذي كان يعتقد انه عبر سياسة الاغتيالات التي اعتمدها ضد قيادات حركة الجهاد الاسلامي والحصار المفروض على غزة، تم اضعاف قيادات حماس، فطمئنت واستكملت سياستها التصعيدية في القدس والضفة الغربية فيما تنامت القدرات العسكرية لحماس وللفصائل الفسلطينية المشاركة.
لاشك ان المعادلات قد تغييرت في المنطقة فالتحولات الذي ارساه محور المقاومة اظهر فاعليته في تغيير موازين القوى، فالعملية غيرت المعادلة ليس فقط في قطاع غزة، انما بشأن وجود الكيان بالذات وهذا ما ارعب الكيان الاسرائيلي وحمل بايدن على اشهار الحرب على حماس وغزة وكل من يحاول فتح جبهات موازية وامر بارسال حاملة الطائرات الى المنطقة.
لكن حماس اثبتت ان كل شيء قد تغيير وان الكيان الاسرائيلي اصبح الان ضعيف.
التواطؤ والدعم الدولي الغربي الامريكي والاوروبي اطلع العنان لليد الاسرائيلية من دون التفات الى ان السياسة المتبعة ستأتي على مصداقية الغرب في المنطقة العربية والاسلامية وستدمر دور المؤسسات الدولية وعلى راسها الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، تلك المؤسسات التي عجزت عن ايجاد حل للقضية الفلسطينية.
القصف الاسرائيلي التدميري لغزة واعلان الكيان حالة الحرب من اجل محو حماس من الوجود خيار عبثي وغير واقعي ولن يرجع صورة الدولة القوية التي تقوم بالانتقام من الشعب الفلسطيني وقتل اطفاله ورجاله ونساءه.
رد الفعل العنيف لن يحل المسئلة بل سيعقد المشهد بعد ان وصل الى طريق مسدود.