21 آذار
حلول عيد النيروز و بدء العام الفارسي الجديد
يصادف اليوم الواحد والعشرين من شهر آذار الموافق للأول من شهر فروردين هو اليوم الأول من أيام عيد النيروز الذي يعتبر عيداً قومياً لدى الشعب الإيراني المسلم ، ويشكل بداية السنة الإيرانية الجديدة وفقا للتاريخ الهجري الشمسي المعمول به في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، إذ تعطل كل الدوائر الحكومية والأهلية في إيران .
النوروز او النيروز يعني في اللغة الفارسية اليوم الجديد ، وهو يجسد على بساطة لفظه مدلول "التجدد" بمعناه الواسع المطلق، ويصادف حلوله حدوث الإعتدال الربيعي ، اي في نفس الوقت الذي تتم فيه الأرض دورتها السنوية حول الشمس، لتبدأ دورة جديدة.
تبدأ الافراح في النيروز استبشاراً بحلول عهد جديد تتحول فيه الطبيعة ـ ومعها الإنسان ـ من فترة الفاصل الذي يمحو الزمن ويضع حداً للماضي، ولكن يعلن في آن واحد عن " العودة " عودة الحياة وتجددها.
وتعود الاحتفالات بعيد النيروز إلى أكثر من 2000 سنة مضت ، ولا يزال يحتل مكانة كبيرة لدى شعوب منطقة آسيا الوسطى والصغرى والغربية وخاصة الإيرانيين، كما تم تسجيله في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2009 ميلادي .
ويعتبر الإيرانيون حلول النيروز تزامنا مع تجدد الطبيعة عند بداية فصل الربيع رسالة لها معان إيجابية كثيرة كالتفاؤل والحب والأمل والسلام، وكلها قيم لا تنفصل عن الإسلام وبالتالي لا تعارض بينه وبين الاحتفال بها .
تبدأ ممارسة طقوس عيد النيروز قبل رأس السنة الشمسية بأيام وتستمر بعدها لمدة 13 يوما، ولعل إعداد طاولة توضع عليها سبعة أشياء تبدأ بحرف السين، واجتماع العائلة حولها عندما تدق ساعة العام الجديد هي من أهم التقاليد لهذا العيد .
وكل واحدة من هذه الأشياء السبعة تعود لأسطورة ، وتحمل معاني العشق والولادة والحظ والبركة والسلامة والسيادة والشفاء.
فمن الضروري أن تضم الطاولة المعدة للاحتفال بالنيروز سبعة أشياء تبدأ بحرف السين باللغة الفارسية وهي في غالب الأحيان الخل، والتفاح، وعملة معدنية، والثوم، والعشب، والسماق، وحلوى سمنو.
وفي النيروز تُخفف عقوبة المساجين، ويَصطلح الخصوم، ويُزار الموتى وتُكرم ارواحهم ، وتُفرش موائد الطعام وتُفتح الأبواب للأقارب والأصدقاء لتصل بها الأرحام ، وما ذلك الا ليكون هذا العيد مناسبة لتهدئة الوجدان ، وإيقاظ عواطف الرحمة في القلوب.