بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله أجمعين.
وبعد، فقد عثرت في بعض الجرائد([1]) على سؤال نصه هذا:
“غادر مكة في شهر رمضان الماضي الشيخ عبد الله بن بليهد، قاضي قضاة الوهابيين في الحجاز، قاصدًا المدينة المنورة، وقد تلقت جريدة أم القرى من مكاتبها في المدينة أن الشيخ ابن بليهد اجتمع بعلماء المدينة وباحثهم في أمور كثيرة، ثم وجَّه إليهم السؤال الآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم، ما قول علماء المدينة المنورة -زادهم الله فهمًا وعلمًا- في البناء على القبور واتخاذها مساجد، هل هو جائز أم لا؟
وإذا كان غير جائز، بل ممنوع منهي عنه نهيًا شديدًا، فهل يجب هدمها ومنع الصلاة عندها أم لا؟
وإذا كان البناء في مسبلة -كالبقيع- وهو مانع من الانتفاع بالمقدار المبني عليه، فهل هو غصب يجب رفعه، لما فيه من ظلم المستحقين ومنعهم استحقاقهم، أم لا؟
وما يفعله الجهال عند هذه الضرائح، من التمسح بها، ودعائها مع الله، والتقرُّب بالذبح والنذر لها، وإيقاد السرج عليها، هل هو جائز أم لا؟
وما يفعل عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، من التوجه إليها عند الدعاء وغيره، والطواف بها وتقبيلها والتمسح بها، وكذلك ما يفعل في المسجد الشريف، من الترحيم والتذكير بين الأذان والإقامة وقبل الفجر ويوم الجمعة، هل هو مشروع أم لا؟
أفتونا مأجورين، وبيّنوا لنا الأدلة المستند إليها، لا زلتم ملجأ للمستفيدين”.
وهذا نص الجواب:
“أما البناء على القبور فهو ممنوع إجماعًا، لصحة الأحاديث الواردة في منعه، وبهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه، مستندين على ذلك بحديث علي (رضي الله عنه) أنه قال لأبي الهياج: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته) رواه مسلم([2]).
وأما اتخاذ القبور مساجد والصلاة فيها فممنوع مطلقًا، وإيقاد السرج عليها ممنوع أيضًا، لحديث ابن عباس: (لعن رسول الله زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج) رواه أهل السنن([3]).
وأما ما يفعله الجهال عند الضرائح، من التمسح بها، والتقرب إليها بالذبائح والنذور، ودعاء أهلها مع الله، فهو حرام، ممنوع شرعًا، لا يجوز فعله أصلاً.
وأما التوجه إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم عند الدعاء، فالأولى منعه، كما هو معروف من فقرات كتب المذهب، ولأن أفضل الجهات جهة القبلة.
وأما الطواف بها والتمسح بها وتقبيلها، فهو ممنوع مطلقًا.
وأما ما يفعل من التذكير والترحيم والتسليم في الأوقات المذكورة، فهو مُحدَث.
هذا ما وصل إليه علمنا السقيم”.
ويلي ذلك توقيع 15 عالمًا.
وقد علَّقت جريدة “أم القرى” على هذه الفتوى بمقالة افتتاحية قائلة: “إن الحكومة ستسير في تنفيذ أحكام الدين، رضي الناس أم كرهوا”! انتهى.
واطلعتُ أيضًا على مقالة في بعض الجرائد المصرية([4])، وهذا نصّها:
“تغلَّب الوهابيون على الحجاز، فأوفدت حكومة إيران وفدًا -على رأسه حضرات أصحاب السعادة: ميرزا غفار خان جلال السلطنة، وزيرها المفوض في مصر، وميرزا حبيب الله خان هويدا عين الملك، قنصلها الجنرال([5]) بالشام- إلى الحجاز، ليتبينوا وجه الحقيقة فيما أذيع على العالم الإسلامي أجمع من فظائع الوهابيين في البلاد المقدسة، وأتم هذا الوفد الرسمي مهمته، ورفع تقريره إلى حكومته.
ولمّا تجدّد نشر الإشاعات بأن الوهابيين هم هم. وأن التطور الذي غشي العالم أجمع لم يُصلِح من فساد تطرفهم شيئًا. وأنهم هدموا القباب والمزارات المباركة المنبثة في أرجاء ذلك الوادي المقدس. وأنهم ضيقوا الحرية المذهبية الإسلامية، نشرًا لمذهبهم، وتوسيعًا لنطاق نحلتهم، في الوقت الذي تقوم فيه جميع حكومات العالم على رعاية الحريات المذهبية. أصدرت([6]) أمرها بوقف التصريح بالسفر للحجاز، حماية لرعاياها، وحفظًا لهم من قصد بلاد لم يعرف تمامًا كنه الحكم فيها.
وعادت فأوفدت سعادة ميرزا حبيب الله خان هويدا -قنصلها الجنرال([7]) في الشام- ثانية، للتحقق من مبلغ صدق تلك الإشاعات، فإذا بها صحيحة في جملتها!
لم تمنع الحكومة الإيرانية رعاياها من السفر إلى الحجاز لأن حكومته وهابية فحسب، ولكن الإيرانيين ألِفوا في الحج والزيارة شؤونًا يعتقدون أنها من مستلزمات أداء ذلك الركن، ويشاركهم في ذلك جمهور المسلمين من غير الوهابيين، كزيارة مشاهد أهل البيت، والاستمداد من نفحاتهم، وزيارة مسجد منسوب للإمام علي (عليه السلام).
وقد قضى الوهابي على تلك الآثار جملة، وقضى رجاله -وكل فرد منهم حكومة قائمة- على الحرية المذهبية. فمن قرأ الفاتحة على مشهد من المشاهد، جُلِد. ومن دخَّن سيجارة أو نرجيلة، أُهين وضُرب وَزُجَّ في السجن، في الوقت الذي تحصّل فيه إدارة الجمارك الحجازية رسومًا على واردات البلاد من الدخان والتمباك. ومن استنجد بالرسول المجتبى عليه صلوات الله وسلامه بقوله: (يا رسول الله) عُدَّ مُشرِكًا. ومن أقسم بالنبي أو بآله، عُدّ خارجًا عن سياج الملة.
وما حادثة السيد أحمد الشريف السنوسي([8]) -وهو علم من أعلام المسلمين المجاهدين- ببعيدة، إذ كان وقوفه وقراءته الفاتحة على ضريح السيدة خديجة رضوان الله عليها، سببًا كافيًا في نظر الوهابيين لإخراجه من الحجاز.
كل هذا حاصل في الحجاز لا ينكره أحد، ولا يستطيع الوهابي ولا دعاته ولا جنوده أن يكذّبوه”. انتهى ما أردنا نقله من تلك الجريدة.
فرأيت أن أتكلم معهم بكلمات وجيزة، جارية في نهج الانصاف، خالية عن الجور والتعصب والاعتساف، سالكًا سبيل الرفق والاعتدال، ناكبًا عن طريق الخرق والجدال، فما المقصود إلا هداية العباد، والله وليّ الرشاد.
ثم إنا نتكلم فيما طعن به الوهابيون على سائر المسلمين في ضمن فصول، والله المستعان. واجتنبت فيه عن الفحش في المقال، والطعن والوقيعة والجدال.
هذا، والجرح لمّا يندمل، وإن القلوب لحرّى، والعيون لعبرى، على الرزية التي عمّت الإسلام والمسلمين، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون. ويا لها من رزية جليلة! ومصيبة فاظعة([9]) فادحة! وثلمة عظيمة في الإسلام أليمة فجيعة!
كحلت بمقطرك العين عماية وأجلّ وقعك كل أذن تسمع([10])
وعلى الجملة: فقد هدموا شعائر الدين، وجرحوا قلوب المسلمين، بفتوى خمسة عشر، تشهد القرائن بأنهم مجبورون مضطرون على هاتيك الفتيا! ويشهد نفس السؤال -أيضًا- بذلك، حيث إن السائل يعلّمهم الجواب في ضمن السؤال بقول: “وإذا كان غير جائز، بل ممنوع منهي عنه نهيًا شديدًا”! ويومئ إليه -أيضًا- ما في الجريدة، أنه اجتمع إليهم أولاً، وباحثهم ثانيًا، ومن بعد ذلك وجَّه إليهم السؤال المزبور!
ولقد حدثني بعض الثقات من أهل العلم -بعد رجوعه من المدينة- عن بعض علمائها، أنه قال: إن الوهابية أوعدوني وعالمِيَن غيري بالقتل والنهب والنفي (على مساعدتهم)([11]) في الجواب، فلم نفعل.
هذي المنازل بالغميم فنادها واسكب سخي العين بعد جمادها([12])
الفصل الأول: في توحيد الله في العبادة
اعلم أن من ضروريات الدين، والمتفق عليه بين جميع طبقات المسلمين، بل من أعظم أركان أصول الدين: اختصاص العبادة بالله رب العالمين، فلا يستحقها غيره، ولا يجوز إيقاعها لغيره، ومن عبد غيره فهو كافر مشرك، سواء عبد الأصنام، أو عبد أشرف الملائكة، أو أفضل الأنام.
وهذا لا يرتاب فيه أحد ممن عرف دين الإسلام.
وكيف يرتاب؟! وهو يقرأ في كل يوم عشر مرات: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}([13]).
ويقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} ([14]).
ويقرأ في سورة يوسف: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ}([15]).
ويقرأ في سورة النحل: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ}([16]).
ويقرأ في سورة التوبة: {وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}([17]).
ويقرأ في سورة البقرة: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهًا وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}([18]).
ويقرأ في سورة الأعراف: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا…} -إلى قوله عز من قائل:- {قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ}([19]).
ويقرأ في سورة الزمر: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}([20]).
ويقرأ فيها: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ}([21]).
ويقرأ فيها: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي}([22]).
ويقرأ في سورة النساء: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً}([23]).
ويقرأ في سورة هود: {أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}([24]).
ويقرأ في سورة العنكبوت: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}([25]).
إلى غير ذلك من الآيات الفرقانية، والأحاديث المتواترة([26]).
لكن العبادة -كما هو المفسر في لسان المفسرين، وأهل العربية، وعلماء الإسلام-: غاية الخضوع، كالسجود، والركوع، ووضع الخدِّ على التراب والرماد تواضعًا، وأشباه ذلك، كما يفعله عبَّاد الأصنام لأصنامهم([27]).
وأما زيارة القبور والتمسح بها وتقبيلها والتبرك بها، فليس من ذلك في شيء كما هو واضح، بل ليس فيها شيء من الخضوع فضلاً عن كونها غاية الخضوع.
مع أن مطلق الخضوع -كما عرفت- ليس بعبادة، وإلا لكان جميع الناس مشركين حتى الوهابيين! فإنهم يخضعون للرؤساء والأمراء والكبراء بعض الخضوع، ويخضع الأبناء للآباء، والخدم للمخدومين، والعبيد للموالي، وكل طبقة من طبقات الناس للتي فوقها، فيخضعون إليهم بعض الخضوع، ويتواضعون لهم بعض التواضع.
هذا، وقد قال الله عز من قائل في تعليم الحكمة: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}([28]). أترى الله حين أمر بالخضوع للوالدين أمر بعبادتهما؟!
ويقول سبحانه: {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ..} إلى آخرها([29]). أليس هذا خضوعًا وتواضعًا؟! أترى الله سبحانه أمر بعبادة نبيه؟!
أوليس التواضع من الأخلاق الجميلة الزكية، وهو متضمن لشيء من الخضوع لا محالة؟!
أَوَتَرى الله نهى أن يصنع بأنبيائه وأوليائه نظير ما أمر أن يصنع بسائر المسلمين من التواضع والخضوع؟!
وقد كان الصحابة يتواضعون للنبي (صلى الله عليه وآله)، ويخضعون له، وذلك من المسلَّمات بين أهل السِيَر والأخبار.
بل روى البخاري في صحيحه: “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء، فتوضأ، ثم صلى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، وبين يديه عنزة. قال شعبة: وزاد فيه عون: عن أبيه، عن أبي جحيفة، قال: كان تمر([30]) من ورائها المرأة. وقام الناس فجعلوا يأخذون يده([31]) فيمسحون بها وجوههم. قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك”([32]).
زيارة القبور:
وأما الأخبار الدالة على زيارة القبور فنذكر عدة منها، وإن كان لا حاجة إلى ذكرها لوضوح المسألة، حتى أن الوهابيين – أيضًا- غير مانعين عن أصل الزيارة:
* فروى البخاري عنه (صلى الله عليه وآله)، أنه “خرج يومًا فصلى على أهل أُحُد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر…” إلى آخره([33]).
* وروى فيه عن أنس، قال: “مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري…” إلى آخره([34]) ولم ينهها عن زيارة القبر.
* وروى الدارقطني في السنن وغيرها، والبيهقي، وغيرهما، من طريق موسى بن هلال العبدي، عن عبد الله العمري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زار قبري وجبت له شفاعتي”([35]).
* وعن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، مرفوعا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “من جاءني زائرًا ليس له حاجة إلا زيارتي، كان حقًا عليّ أن أكون له شفيعًا يوم القيامة”([36]).
* وعن ليث ومجاهد، عن [ابن] عمر، مرفوعًا، قال صلى الله عليه وسلم: “من حج وزار قبري بعد وفاتي، كان كمن زارني في حياتي”([37]).
* وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “من زارني كنت له شهيدًا أو شفيعًا”([38]).
* وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “من حج [البيت] ولم يزرني فقد جفاني”([39]).
* وعن أبي هريرة، مرفوعًا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “من زارني بعد موتي فكأنما زارني حيًا”([40]).
* وعن أنس، مرفوعًا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، [قال]: “من زارني ميتًا كمن زارني حيًا، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة”([41]).
* وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن لم يزرني فقد جفاني”([42]).
إلى غير ذلك من الأحاديث التي يجوز مجموعها حد المتواتر.
* وفي “الموطأ” أن ابن عمر كان يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيسلِّم عليه وعند أبي بكر وعمر([43]).
* وسئل نافع: هل كان [ابن] عمر يسلم على قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقال: رأيته مائة مرة أو أكثر يسلّم على النبي وعلى أبي بكر([44]).
قال عياض: زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم سُنّة أجمع عليها المسلمون([45]).
* وروى بريدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها”([46]).
* وعن بريدة، أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى المقابر قال: “السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين”. رواه مسلم([47]).
* وعن ابن عباس، أن النبي [كان] يخرج إلى البقيع آخر الليل فيقول: “السلام عليكم…” الخبر. رواه مسلم([48]).
التبرك بالقبور:
وأما التبرك بالقبور وتقبيلها والتمسح بها:
فقد نقل عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب “العلل والسؤالات” قال: سألت أبي عن الرجل يمسُّ منبر رسول الله يتبرّك بمسّه وتقبيله، ويفعل بالقبر ذلك رجاء ثواب الله، فقال: لا بأس به([49]).
ونقل عن مالك التبرك بالقبر([50]).
وروي عن يحيى بن سعيد -شيخ مالك- أنه حينما أراد الخروج إلى العراق جاء إلى المنبر وتمسّح به([51]).
ونقل السبكي رواية ليحيى بن الحسن، عن عمر بن خالد، عن أبي نباتة، عن كثير بن يزيد، عن المطلب بن عبد الله، قال: أقبل مروان بن الحكم وإذا رجل ملتزم القبر، فأخذ مروان برقبته وقال: ما تصنع؟!
فقال: إني لم آتِ الحجر ولا اللبن، إنما جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم([52]).
وذكر رواية أحمد، قال: وكان الرجل أبا أيوب الأنصاري([53]).
* ونقل هذه الرواية أحمد، وزاد فيها أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تبكوا على الدين إذا ولّوه أهله، وابكوا عليه إذا وليه غير أهله([54]).
وذكر ابن حماد أن ابن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر([55]).
ولو رمنا ذكر جميع الأحاديث لخرجنا من حد الاختصار، وفيما ذكر كفاية، فضلاً عن سيرة المسلمين.
وما عرفت من أن تلك الأمور خارجة عن حقيقة العبادة، فإذا لا وجه للمنع عنها وإن لم يكن دليل عليها.
هذا، وقد قال الله عز وجل: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}([56]).
الفصل الثاني: في توحيد الله سبحانه في الأفعال
اعلم أن من ضروريات دين الإسلام، والمجمع عليه بين جميع الفرق المنتحلة لدين سيد الأنام، بل ومن أعظم أركان التوحيد: توحيد الله عز وجل في تدبير العالم، كالخلق والرزق والإماتة والإحياء، إلى غير ذلك مما يرجع إلى تدبير العالم، كتسخير الكواكب، وجعل الليل والنهار، والظلم والأنوار، وإجراء البحار، وإنزال الأمطار، وغير ذلك مما لا نحصيه ولا نحيط به.
وبالجملة: لا كلام بين طوائف أهل الإسلام، أن المدبر لهذا النظام، هو الله الملك العلام، وحده وحده.
وكيف يرتاب مسلم في ذلك؟! وهو يقرأ في كل يوم مرارًا من الفرقان العظيم: {اللَّهُ الصَّمَدُ}([57]).
ويقرأ قوله عز من قائل: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}([58]).
وقوله سبحانه: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}([59]).
وقوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }([60]).
وقوله عز اسمه: {إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}([61]).
وقوله عظم سلطانه: {قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء}([62]).
وقوله جلّ شأنه: {أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}([63]).
وقوله عزّ جبروته: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ}([64]).
وقوله جلّ وعزّ: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}([65]).
وقوله عمَّ إحسانه: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}([66]).
وقوله جلت قدرته: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}([67]).
وقوله تعالى شأنه: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}([68]).
وقوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}([69]).
وقوله تعالى من قائل: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى}([70]).
إلى غير ذلك من الآيات الكريمة.
يتبع…
ــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
([1]) هي جريدة “أم القرى” العدد 69، بتاريخ 17 شوال 1344 ه. وهذا مما أفادني به سماحة العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي دام بقاؤه.
([2]) صحيح مسلم 2/666 ح93 ب31؛ كما ورد الحديث باختلاف يسير في بعض ألفاظه في المصادر التالية: مسند أحمد 1/96 و129؛ سنن النسائي 4/88؛ سنن أبي داود 3/215 ح3218؛ سنن الترمذي 3/366 ح1049 ب56.
([3]) سنن أبي داود 3/218 ح3236؛ سنن النسائي 4/95.
([4]) هي جريدة “المقطم” في عددها الصادر في 22 شوال سنة 1344 ه.
([5]) أي: القنصل العام.
([6]) جواب “لما” المتقدمة.
([7]) أي: القنصل العام.
([8]) هو السيد أحمد الشريف بن محمد بن محمد بن علي السنوسي (1284-1351هـ) ولد وتفقّه في “الجغبوب” من أعمال ليبيا، قاتل الإيطاليين في حربهم مع الدولة العثمانية سنة 1339ه، دعي إلى إسلامبول بعد عقد الصلح بين إيطاليا والعثمانيين ثم رحل منها إلى الحجاز، كان من أنبل الناس جلالة قدر وسراوة حال ورجاحة عقل، وكان على علم غزير، وقد صنَّف في أوقات فراغه كتبًا عديدة. انظر: الأعلام 1/135.
([9]) كذا في الأصل، ولعلها: “قاطعة”، والأصوب لغة أن تكون: “فظيعة”.
([10]) من قصيدة لدعبل الخزاعي، يرثي بها سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وقد ورد البيت باختلاف في بعض ألفاظه في الديوان المطبوع ومصادر أخرى هكذا:
كحلت بمنظرك العيون عماية
وأصمَّ نعيك كل أذن تسمع
انظر: ديوان دعبل: 226؛ معجم الأدباء 11/110 و3/129 وفيه: “رزؤك” بدل “نعيك” ولم يسمِّ قائله هنا؛ الحماسة البصرية 1/201.
([11]) كذا في الأصل، والصواب: “إن لم نساعدهم”.
([12]) مطلع قصيدة للشريف الرضي، يرثي بها سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي ابن أبي طالب (عليهم السلام)، في يوم عاشوراء سنة 391 ه. انظر: ديوان الشريف الرضي 1/360.
([13]) سورة الفاتحة: 5.
([14]) سورة الكافرون: 1-6.
([15]) سورة يوسف: 40.
([16]) سورة النحل: 35.
([17]) سورة التوبة: 31.
([18]) سورة البقرة: 133.
([19]) سورة الأعراف: 65-70.
([20]) سورة الزمر: 3.
([21]) سورة الزمر: 65 و66.
([22]) سورة الزمر: 14.
([23]) سورة النساء: 36.
([24]) سوره هود: 2.
([25]) سورة العنكبوت: 56.
([26]) انظر ذلك في تفسير الآيات الكريمة المتقدمة -على سبيل المثال- وغيرها في مختلف التفاسير، ولاحظ كتاب “التوحيد” للشيخ الصدوق؛ والكافي 1/57-127 كتاب التوحيد.
([27]) انظر ذلك -على سبيل المثال- في تفسير آية {إِياكَ نَعْبدُ وَإِياكَ نَسْتَعينُ} في: التبيان 1/37-39؛ مجمع البيان 1/25-26؛ الصافي 1/71-72؛ كنز الدقائق 1/54-56؛ نور الثقلين 1/19-20؛ آلاء الرحمن 1/56-59؛ البيان: 456-483؛ الجامع لأحكام القرآن 1/145؛ جامع البيان 1/160؛ الدر المنثور 1/37؛ التفسير الكبير 1/242؛ ومادة (عبد) في: لسان العرب 3/273.
([28]) سورة الإسراء: 24.
([29]) سورة الحجرات: 2.
([30]) في المصدر: يمر.
([31]) في المصدر: يديه.
([32]) صحيح البخاري 4/229، والعنزة -بالتحريك-: هي أطول من العصا وأقصر من الرمح، فيها سنان كسنان الرمح، وربما في أسفلها زج كزج الرمح. انظر: القاموس المحيط 2/184، لسان العرب 5/384.
([33]) صحيح البخاري 2/114؛ سنن أبي داود 3/216 ح3223 إلى كلمة “انصرف”.
([34]) صحيح البخاري 9/81 باختلاف يسير في بعض الألفاظ، وفي 2/93 إلى كلمة “واصبري” باختلاف يسير في بعض الألفاظ أيضًا. وانظر: الأنوار في شمائل النبي المختار 1/200 ح239 والمصادر الأخرى التي في هامشه.
([35]) سنن الدارقطني 2/278 ح194؛ شعب الإيمان 3/490 ح4159؛ مجمع الزوائد 4/2؛ الصلات والبشر: 142؛ الدر المنشور 1/569؛ كنز العمال 15/651 ح42583؛ الكنى والأسماء 2/64؛ الكامل 6/2350؛ والنظر: الغدير 5/93-96 ح1 ومصادره.
([36]) ورد الحديث باختلاف يسير في: المعجم الكبير 12/291 ح13149؛ مجمع الزوائد 4/2؛ الصلات والبشر: 142؛ الدر المنصور 1/569؛ كنز العمال 15/256 ح34928؛ وانظر: الغدير 5/97-98 ح2 ومصادره.
([37]) سنن الدارقطني 2/278 ح192؛ شعب الإيمان 3/489 ح4154؛ السنن الكبرى 5/246؛ المعجم الكبير 12/406 ح13497؛ الصِلات والبشر: 143؛ الدر المنثور 1/569؛ كنز العمال 5/135 ح12368 و15/651 ح42582، وفيها: “فزار” بدل “وزار”؛ وانظر: الغدير 5/98-100 ح3 ومصادره.
([38]) ورد الحديث باختلاف يسير في: شعب الإيمان 3/489 ذيل ح4153؛، كنز العمال 5/135 ح12371؛ كما ورد مضمونه في: السنن الكبرى 5/245؛ شعب الإيمان 3/488 ح4152 و489 ح4157؛ الصلات والبشر: 143؛ الدر المنثور 1/569؛ وانظر: الغدير 5/100-101 ح5 ومصادره.
([39]) الدر المنثور 1/569، الصلات والبشر: 143؛ كنز العمال 5/135 ح12396؛ الكامل 7/2480؛ وانظر: الغدير 5/100 ح4 ومصادره.
([40]) ورد الحديث باختلاف في سنده وبعض ألفاظه في: مجمع الزوائد 4/2؛ الصلات والبشر: 142 و143؛ الدر المنثور 1/569؛ كنز العمال 5/135 ح12372؛ المواهب اللدنية 8/298 و299؛ وانظر: الغدير 5/101-102 ح6 ومصادره، وقد روي فيها عن حاطب بن أبي بلتعة مرفوعًا، وص 105-106 ح14 وفيه: عن ابن عمر مرفوعًا.
([41]) الصلات والبشر: 143؛ كشف الخفاء 2/328-329 ح2489؛ وانظر: الغدير 5/104 ح10 ومصادره.
([42]) مختصر تاريخ دمشق 2/407؛ وفاء الوفا 4/1346-1347 ح14 و16؛ وانظر: الغدير 5/104-105 ح12 ومصادره، وقد روي فيها عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) مرفوعًا بدلاً من ابن عباس.
([43]) الموطأ 1/166 ح68؛ شعب الإيمان 3/490 ح4161؛ الدر المنثور 1/570؛ وفاء الوفا 4/1358.
([44]) حقيقة التوسل والوسيلة: 111، وقال في الهامش: أخرجه الإمام عبد الله بن دينار عن ابن عمر.
([45]) شرح الشفا 3/511؛ وفاء الوفا 4/1362.
([46]) صحيح مسلم 2/672 ح977؛ سنن النسائي 8/310-311 وج 4/89؛ سنن الترمذي 3/370 ح1054؛ سنن أبي داود 3/218 ح3235؛ السنن الكبرى 4/77؛ المعجم الكبير 2/19 ح1152 و94 ح419؛ المصنف 3/342.
([47]) صحيح مسلم 2/671 ح975؛ وسنن النسائي 4/94.
([48]) صحيح مسلم 2/669 ح974 عن عائشة؛ وسنن الترمذي 3/369 ح1053 عن ابن عباس.
([49]) العلل ومعرفة الرجال 2/492 ح3243؛ وعنه في وفاء الوفا 4/1404؛ وانظر مؤداه أيضًا في ص1403.
([50]) انظر مؤداه في وفاء الوفا 4/1407.
([51]) وفاء الوفا 4/1403.
([52]) شفاء السقام عن مسند أحمد 5/422.
([53]) المصدر السابق 5/422.
([54]) شفاء السقام عن مسند أحمد 5/422؛ وفاء الوفا 4/1358-1359.
([55]) وفاء الوفا 4/1405.
([56]) سورة الحج: 32.
([57]) سورة الإخلاص: 2.
([58]) سورة الأنعام: 101.
([59]) سورة الأعراف: 54.
([60]) سورة يونس: 31.
([61]) سورة التوبة : 116.
([62]) سورة هود: 32 و33.
([63]) سورة الرعد: 16.
([64]) سورة الشعراء: 78-81.
([65]) سورة العنكبوت: 61.
([66]) سورة العنكبوت: 63.
([67]) سورة الروم: 40.
([68]) سورة لقمان: 10 و11.
([69]) سورة الزمر : 62 و63.
([70]) سورة النجم: 42-48.
السنة التاسعة / العدد الثالث والعشرون من مجلة رسالة النجف / حزيران 2013م / رمضان 1434هـ