آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر النمر
إن الأجيال الجديدة هي الفئة القادرة على إحداث التغييرات الكبرى وكسر طوق الجمود الذي يكبل حركة المجتمع ويقوقع أفراده.
وعلى امتداد عقدين من الزمن ربّى الإمام الحسن والحسين عليهما السلام جيلاً هاشمياً واعداً ، تمكن من إيقاف الانحراف الذي نخرت سوسته قلب الأمة الإسلامية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
ولقد تمكن هذا الجيل الواعد ، من إحداث زلزلة ضمير وهزة فكرية في عمق الشرائح والفئات الاجتماعية ، التي تطاول عليها الأمد وعاشت السبات والخنوع وتعايشت مع الذل والعبودية، مستلمة للواقع ، مسترسلة مع أوهام الحياة ، تعيش الغفلة والإعراض عن القيم الرسالية والمبادئ السماوية .
إن الشجاعة والبسالة والصمود والوفاء والاستقامة التي جسدها الجيل الواعد مع الحسين عليه السلام أحيت الضمائر السابته وأيقظت القلوب الغافلة وأثارت العقول المحجوبة ، فأحدثت حركة اجتماعية مسؤولة وثورة سياسية شاملة ونهضة فكرية أصيلة وإصلاحا عقائديا عميقا، أوقف المد الجاهلي وبعث النور الرسالي ليدحر بطش وطغيان كل الطغاة الذين سعوا وما زالوا لإطفاء نور الرسالة {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، فأبى الله إلا أن يتم هذا النور بشجاعة وبسالة الجيل الواعد ومواقفه البطولية التي هشمت جبروت كل طاغ على امتداد الزمان والمكان.
إذا أرادت أجيال اليوم النهوض والكرامة فعليها أن تستلهم الدروس والعبر من جيل القاسم والأكبر ، من عاتكة بنت مسلم بن عقيل ، وسكينة بنت الحسين عليهم السلام، والشباب الهاشمي والشابات الهاشميات، وشباب وشبائب الأصحاب الذين أثبتوا أنهم قادرون على التغيير والانتصار وإفشال كل مخططات أعداء الرسالة، نقصد بهم الحزب الأموي الذي غرق في الكفر والفساد إلى أن قذف به في مزابل التاريخ تلاحقه ومن سار على نهجه لعنة المؤمنين إلى قيام يوم الدين.