الكوثر_مقالات
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تنشر مقالاً لمحلل الشؤون العسكرية لديها يوسي يهوشع، يتحدث فيه عن قدرات حزب الله بعد عمليات الاغتيال التي قامت بها "إسرائيل"، على رأسها عملية اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وعن مآل الغزو البرّي الذي يحاول "جيش" الاحتلال القيام به في جنوب لبنان.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
ثقة "إسرائيل" بنفسها تصل إلى مناطق إشكالية، ولا ينبغي الاستهانة بقدرات حزب الله ووسائله، والعملية البرّية التي يزعم "الجيش" الإسرائيلي أنّها ضرورة حتمية ستشكّل تحدياً كبيراً للقوات البرية التي ستواجه جيشاً محترفاً في ملعبه. وعندما يتعلق الأمر بإطلاق القذائف الصاروخية والطائرات المسيّرة، فإنّ حزب الله لديه القدرة على إلحاق أضرار جسيمة بها.
وفي بيروت، من الواضح تماماً أنّ الحزب، في مرحلة ما، سيقوم بتشكيل أركان جديدة بدلاً ممن تم اغتيالهم، كما سيتم إنشاء آلية جديدة لصنع القرار ستحاول اعتماد تدابير سرية أكثر نجاحاً. وبعد ذلك، سيأتي الأمر بإطلاق رشقات نارية ثقيلة. ولذلك، يستغل "الجيش" الإسرائيلي الفرصة، ويقوم بتغطية معظم البلاد بالنار.
وكل أنواع الفانتازيا التي تُسمع، والتي ربما لم تستوعب ثمن اللامبالاة والغطرسة، حول التفكيك الكامل لحزب الله، لا تتوافق مع الواقع.
مصادر كبيرة في شعبة الاستخبارات تذكّر بأنّ حزب الله ليس مجرد نصر الله وعدد قليل من القادة الآخرين، بل إنّه منظمة جهادية متجذّرة ومندمجة في كل لبنان، قضت معظم سنواتها تقاتل بالأسلحة الصغيرة ونيران القناصة والعبوات الارتجالية.
إنّ التراجع الدراماتيكي في مكانتها الإقليمية أمر صعب، والمتعصبون الدينيون لديهم ميل إلى النهوض من تحت الأنقاض، ونفض الغبار، والقتال بما لديهم حتى آخر قطرة دم.
ولهذا السبب، من المهم أيضاً أن نفهم أنّ الحرب ضد حزب الله ليست لعبة حاصلها صفر، فالقضاء على القدرات الاستراتيجية للمنظمة، والتي وصلت وفقاً لتقديرات استخبارية إلى حد تهديد وجودي.
إن غزواً برياً لن يكون نشاطاً على طراز يوم أحد ثقافي، فالجنود الذين ستطأ أقدامهم هذه الأرض قد يواجهون متفجّرات وأشياء مفخخة وتهديداً ضد الدروع. ولا شك في أنّه سيتم دفع أثمان باهظة.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي قناة الكوثر وإنما تعبّر عن رأي الصحيفة حصراً