الكوثر - لبنان
تتألف من عدّة بلديات وبلدات، وتكمن أهميتها الإستراتيجية في وجود مطار بيروت الدولي ضمن نطاقها ووزارة العمل اللبنانية الجامعة اللبنانية الذي يعتبر مدخلها السفلي من جهة الليلكي. من أهم مناطقها: الشياح – الغبيري – برج البراجنة – حارة حريك – حي السلم – الليلكي – الأوزاعي – المريجة – تحويطة الغدير.
الحدود الجغرافية للضاحية
وتصل هذه المنطقة إلى وسط مدينة بيروت من الشمال والمناطق الجبلية والمناطق الشيعية من الجنوب. يحد الضاحية البحر الأبيض المتوسط من الغرب، وتمتد إلى التلال والمرتفعات الجبلية من الشرق. وتقع هذه المنطقة في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، مما زاد من أهميتها الاستراتيجية. لطالما كانت منطقة الضاحية مركز الاهتمام السياسي والعسكري بسبب كثافتها السكانية وقربها من المناطق الحدودية والمواجهة مع كيان الإحتلال الاسرائيلي الغاشم.
السكان
يبلغ حاليا عدد سكان المنطقة نحو 976 ألف نسمة معظمهم من الطائفة الشيعية مع وجود أقلية سنية ومسيحية ، ويتوزعون على أكثر من 192 ألف أسرة بمعدل 4.5 أشخاص للأسرة الواحدة، وفيها ما يزيد على 70 ألف وحدة سكنية.
وتضم الضاحية الجنوبية العديد من الكنائس التي تلاصق المساجد في بعض المناطق مما يعتبر تنوعا وغنىً لهذه المنطقة التي لا تخلوا من التعايش الإسلامي المسيحي.
ازداد عدد النازحين الشيعة إلى هذه المنطقة مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، وكذلك سكّان الجنوب الذين نزحوا إليها نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مناطقهم.
ويوجد فيها مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 95 ألف نسمة.
التاريخ
عام 1968 ههو تاريخ توافد الفدائيين الفلسطينيين إلى لبنان، حينها انخرط العديد من أبناء الضاحية في صفوف المقاومة الفلسطينية وتحديداً حركة التحرير الفلسطينية (فتح)، معلنين تأييدهم للعمل الفدائي ضد المحتل الإسرائيلي.
إلا أن نقطة التحول البارزة كانت مع ولادة مشروع المقاومة الإسلامية الشيعية في لبنان على يد سماحة السيد موسى الصدر الذي اتخذ من إحدى بلداتها (الشياح) مقراً له وأسس حركة أمل لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وتزامن ذلك مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975.
وفي عام 1978 غُيّب الإمام موسى الصدر. وقد تأثر سكان هذه المنطقة الشيعة بأفكاره وبالثورة الإسلامية الإيرانية من أجل مقاومة الكيان الإسرائيلي.
كانت المحطة الفاصلة في تاريخ الضاحية في صيف 1982 عند التصدّي لتقدّم الجيش الإسرائيلي من محلّة الأوزاعي الليلكي مع تشكيل تنظيم المقاومة الإسلامية المعروف اليوم بـ”حزب الله”.
ومنذ ذلك الحين بدأت فصول العلاقة الإستراتيجية بين المقاومة والضاحية الجنوبية لبيروت التي أصبحت معقلاً أمنياً وسياسياً وثقافياً لها، وتضم مساكن عدد من علماء الشيعة وقادة الحزب، مما جعلها هدفاً مباشراً للاعتداءات الإسرائيلية ولا سيما خلال حرب تموز 2006.
فقد تبنى الكيان الاسرائيلي خلال هذه الحرب ما أسمته “مبدأ الضاحية” القائم على التدمير الواسع لمبانيها وبنيتها التحتية وفقا لسياسة “الأرض المحروقة” وتحقيقا لإستراتيجية “الردع” والتي لم تثمر عن أي نجاح بعدما نجح حزب الله في فرض توازن الرعب ووضع معادلة تدمير أبنية في تل أبيب مقابل بناء في الضاحية. وبعد الحرب في سورية تعرضت المنطقة لتفجيرات هزّتها عدة مرّات على أيدي الإرهابيين التكفيريين من داعش وجبهة النصرة.
الدور الاقتصادي لحزب الله في الضاحية
ولا يقتصر تأثير حزب الله على المجالين العسكري والسياسي فحسب، بل على المجال الاقتصادي في الضاحية أيضاً. حيث يقدم حزب الله مجموعة واسعة من الخدمات للأهالي من خلال إنشاء المؤسسات الخيرية والمستشفيات والمدارس، ولهذا السبب يحظى بشعبية كبيرة بين سكان هذه المنطقة.
تم تدمير العديد من المباني والمؤسسات الاقتصادية من قبل الكيان الصهيوني في عدوانه السابق على لبنان وتم إعادة إعمارها مع مرور الوقت. وقد لعب حزب الله دوراً مهماً في إعادة بناء البنية التحتية وتقديم الخدمات لسكان الضاحية .
في فجر يوم السبت بتاريخ 28 ايلول 2024 تعرضت الضاحية الجنوبية الى القصف ب 33 صاروخ من قبل الكيان الصهيوني الغاشم .