الكوثر_مقالات
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
إنّ الموقف الأميركي من الحرب المتصاعدة في لبنان يشبه إلى حد كبير الموقف من غزة: التعبير عن القلق، والكثير من الدبلوماسية المكوكية، ولكن من دون بذل أي جهد للتدخل المباشر للتأثير في استراتيجية "إسرائيل". وعلى هذا، يقول المسؤولون الأميركيون إنّ إدارة بايدن "قلقة للغاية" بشأن خطر اندلاع حرب شاملة بين "إسرائيل" ولبنان.
قد يكون هذا خطأً استراتيجياً من الدرجة الأولى. فالمزيد من التصعيد يؤدي عادةً إلى المزيد من التصعيد في المقابل، ثم إلى وضع خارج عن السيطرة.
في مقابلة، أقرّ الرئيس الأميركي جو بايدن بأنّ "الحرب الشاملة ممكنة"، لكنّه أضاف أنّ "الفرصة لا تزال قائمة للتوصل إلى حل مشروط بتغيير إسرائيل بعض السياسات".
وقال بايدن إنه يتمتع بعلاقة قوية مع نتنياهو، لكنه قال: "أنا لا أتفق مع موقفه. هناك حاجة إلى حل الدولتين. في النهاية، يجب أن يحدث ذلك. هناك طريقة للقيام بذلك، ولديهم إمكانية".
إنّ هذا الرأي يرقى إلى الصفير في الظلام، إذ تجاوز القتال العملية الدبلوماسية. ويبدو حل الدولتين أبعد من أي وقت مضى. وتساهم الولايات المتحدة في الوضع المتدهور بشكل متزايد برفضها كبح جماح شحنات الأسلحة إلى "إسرائيل"، أو حظرها.
إنّ القول بإنّ "إسرائيل" بحاجة إلى تغيير "بعض السياسات" هو مجرد خيال. والحقيقة هي أنّ "إسرائيل" هي التي تتخذ القرارات، كما فعلت طوال هذه الحرب. وكلما طال أمد الحرب، وتوسع نطاقها، بدا أنّ نفوذ الولايات المتحدة أقل، كما يشهد على ذلك الرفض السريع لمقترح وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وفرنسا.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي قناة الكوثر وإنما تعبّر عن رأي الصحيفة حصراً.