الشيخ شفيق جرادي
الوثيقة الخامسة: موقف الحركة الإسلامية من العمل الحزبي في مصر
صدرت أوائل الثمانينات في مصر: إصدار الجماعة الجهادية الإسلامية في مصر ، فرع تنظيم الجهاد بصعيد مصر :
* نظرة على الساحة السياسية:
هناك نوعان من القوى الموجودة في الساحة السياسية المصرية:
الأولى: القوى السياسية المسموح بها قانوناً وهي الأحزاب، وتنقسم إلى:
أ. القوى اليمينية (تتبنى الرأسمالية والليبرالية).
ب. القوى اليسارية (تتبنى الاشتراكية).
الثانية: القوى غير المسموح لها قانوناً أن تشكّل أحزاباً أو هيئات، وهي:
أ. الاتجاه الشيوعي.
ب. الاتجاه الناصري.
ج. الاتجاه الإسلامي، والذي يبرز دوره من خلال تيارين:
– تيار يعترف بمشروعية السلطة ويقبل دخول اللعبة السياسية (الإخوان المسلمين).
– تيار رافض للنظام جملة وتفصيلاً (الجماعة الإسلامية).
هذا بالإضافة إلى جماعات الضغط المختلفة.
* الأحزاب الرسمية:
1- الحزب الوطني:
– النشأة: بقرار فوقي من السادات، عام 1978، ليترأسه، أعضاؤه من المنتفعين، لا يتمتع بالشعبية.
– الفكر: ليبرالي بمنظور خاص.
– الموقف من الشريعة الإسلامية: رافض لها.
– الموقف من إسرائيل: يتمسّك بكامب ديفيد ويعتز بزيارة السادات للقدس.
– الموقف من القوى العظمى: علاقة خاصة مع أمريكا، ويحاول مدّ جسور مع الاتحاد السوفياتي.
– إنجازات الحزب: انهيار المجتمع أخلاقياً واجتماعياً واقتصادياً.
– قيادات الحزب رموز الحركة الساداتية.
– مستقبل الحزب الانتخابي: قائم على الغش والتزوير.
– الخلاصة: حزب الحكومة المعبّر عن علمانيتها.
2. حزب الوفد الجديد:
– النشأة: عام 1918، على يد سعد زغلول.
– الفكر: يطرح العلمانية كأساس فكري، يتبنى سياسة شديدة الليبرالية، كما ويتبنى ديمقراطية الغرب.
– الموقف من الشريعة والإسلام: رافض لها.
– الموقف من الأوضاع الداخلية: يعادي ثورة تموز يوليو 1952م.
– الموقف من إسرائيل: يتمسّك بكامب ديفيد ويعتزّ بزيارة السادات للقدس، لكنه عاد وطالب بتجميد الاتفاقية لعدم وفاء الإسرائيلي بها.
– الموقف من القوى العظمى: يؤيّد العلاقات مع أمريكا.
– قيادات الحزب: من أصحاب التوجه العلماني البارز.
3. حزب الأحرار:
– النشأة: عام 1976، بدأ كحزب معارض ثم تحول إلى موالٍ للسلطة، حاول جذب التيارات الإسلامية لكنه فشل.
– الفكر: خليط ما بين تبني الفكر الليبرالي اقتصاديا، والشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع، والتأييد لثورة عبد الناصر وإنشاء الأحزاب دون قيد وانتخاب مباشر لرئيس الجمهورية.
– الموقف من الشريعة والإسلام: تبني مع مناقضة في التطبيق.
– الموقف من إسرائيل: شارك رئيس الحزب في الزيارة إلى القدس التي قام بها السادات، وراح يدعو إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، لكنه تراجع فيما بعد.
– الموقف من القوى العظمى: لا يرى مشكلة في العلاقات مع الاتحاد السوفياتي.
– قيادات الحزب: عُرف بحزب الرجل الواحد، الذي تتعدّد مهامه لقلة قياداته.
– مستقبل الحزب وموقعه الانتخابي: فرصته ضعيفة في الحصول على التأييد الجماهيري، وقد فشل في استقطاب التيار الإسلامي.
4.حزب الأمة:
– النشأة: أثار إنشاؤه تساؤلات، كونه تبني الإسلام دون معرفة ووعي به، مما دفع بالإعلام الحكومي آنذاك أن يُركّز على نشاطه لتشويه الصورة.
– الفكر: الإسلامي المشوب بالاشتراكية والليبرالية والديمقراطية، وغيرها من الطروحات.
– الموقف من الشريعة والإسلام: كان ضرب للدين كونه تبنّاه ولكن نموذج التجربة شوّه هذا التبنّي.
– الموقف من الأوضاع الداخلية: لم تكن واضحة.
– الموقف من إسرائيل: مؤيّد لكامب ديفيد والتطبيع مع اليهود.
– الموقف من القوى العظمى: الحياد بين أمريكا والاتحاد السوفياتي.
– مستقبل الحزب وموقعه الانتخابي: لا حاضر له ولا مستقبل، بل أشبه بالتجمع العائلي.
5. حزب العمل
– النشأة: نشأ عام 1978 كامتداد لحزب مصر الفتاة، بدعم من السادات، ويحوي تيارين بداخله: الناصريون والإسلاميون.
– الفكر: حزب وسط بين تبنّي الإسلامية والقومية العربية والوطنية المصرية.
– الموقف من الشريعة والإسلام: ينص على كونه مصدر للتشريع لكنه يجمع معها التوجهات الأخرى.
– الموقف من إسرائيل: دعم كامب ديفيد ثم تراجع، وحذر من أخطار التطبيع.
– الموقف من القوى العظمى: ينتصر لسياسة عدم الانحياز.
– قيادات الحزب: فقير في القيادات بسبب تأرجح أفكاره.
– مستقبل الحزب وموقعه الانتخابي: قائم على العائلية والعلاقة الجيّدة مع الإخوان.
6.حزب التجمع:
– النشأة: نشأ كمنبر للتيارات اليسارية.
– الفكر: جمع بين الماركسية، الناصرية، الفكر الديني المستنير، والوحدة القومية.
– الموقف من الشريعة والإسلام: معارض لها.
– الموقف من الأوضاع الداخلية: يدعم الديمقراطية والحريات.
– الموقف من إسرائيل: يدعو إلى إسقاط كامب ديفيد ويختلف حول شرعية الوجود الإسرائيلي وعدمه.
– الموقف من القوى العظمى: يؤيّد العلاقات مع الاتحاد السوفياتي.
– قيادات الحزب: من ممثلي التيار الماركسي.
– مستقبل الحزب وموقعه الانتخابي: ليس له رصيد.
*القوى السياسية غير الرسمية:
وهي قوى موجودة لم تسمح لها الحكومة بخوض التجربة السياسية، وهي:
1- الشيوعيون: أنصار طروحات ماركس.
2- الناصريون: المتبنون للتجربة الناصرية، وهم على عدة توجهات:
– الميثاقيون: وهم أكثر الناصريون جموداً.
– الاشتراكيون: الذين يعتبرون أن الاشتراكية أصل التوجه الناصري.
– القوميون: المتبنّون للفكر القومي العربي.
– التيار التجديدي: منفتح على مختلف التوجهات (الإسلام، الناصرية، القومية،…).
ولكن الملاحظ أن الحكومة وقفت بوجه قيام حزب ناصري، لأسباب تتعلق بالحفاظ على موقعها وتمرير مخططاتها دون معوقات.
3 . التيار الإسلامي: وهم فريقان:
– الإخوان المسلمون: هم الذي تحرّكوا من خلال مؤسسات النظام، واعتمدوا سياسة المهادنة، ورفضوا العنف والجهاد.
– الجماعة الإسلامية: وكانت في حالة الصراع مع كل التوجهات والنظم المخالفة للشرائع والتوجهات الحاكمة بغير ما أنزل الله.
– جماعات الضغط: وهي التي قد شملت: الطلاب، النقابات والاتحادات العمالية، النقابات المهنية، جماعات الضغط الاقتصادية، وهي بمعظمها شهدت تواجداً للتيارات الإسلامية.
وفي الخلاصة يتضح أن ضخامة الأجهزة والمؤسسات العلمانية عاق الحركة الإسلامية.