آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر النمر
إن ثورة كربلاء مدرسة لبناء القادة الرساليين الذين يتطلعون لإحداث زلزال ثقافي اجتماعي سياسي عقائدي يقتلع الأطر السلوكية الفاسدة، والبنى الفكرية الجاهلية التي حولت الأمة إلى قطيع من الخراف يأكلها شرذمة من الذئاب اتخذت عباد الله خولاً وماله دولا،ً ويعيثون في الأرض فساد، ويقتات من قتات أذيالهم حفنة من القادة المزيفين باسم الدين أو العلم أو الوجاهة الاجتماعية أو التنمية الاقتصادية أو ما شابه من كلمات منمقة كاذبة مزيفة، فمن فتات ذئاب السياسة يكترشون وباسم المصالح العليا يسترون.
لكن الثورة الحسينية نزعت كل الأقنعة المزيفة وفضحت كل قائد وصولي وزعيم متهالك، وجسدت الشخصية القيادية من خلال إبراز الصفات والخصال الرسالية التي لابد أن يتحلى بها كل القادة الراشدين، وإليكم بعض هذه الخصال:
1- القائد الرسالي: هو الذي لا يتردد لحظة واحدة لتقديم نفسه فداء للقيم الرسالية بل يضحي بكل ما يملك مادياً ومعنوياً من أجل انتصار الرسالة، فكل قائد يركب مطية الدين لتحقيق مآربه وزعامته، لابد أن يطرد من صف القيادة الربانية، ويفضح على الملأ لكي لا ينخدع البسطاء من الناس.
2- القائد الرسالي: هو الذي يتصدى لإصلاح واقع الأمة ويتحمل مسؤولية تغيير الواقع «أنا أحق من غيري»، أما المتقوقع بين الجدران جاهل بتغييرات وتحولات الزمان لا يصلح أن يقود الأمة إلى ساحل الأمان.
3- القائد الرسالي هو الذي يسعى لبناء طلائع رسالية وفئات مؤمنة تنتشر في أصقاع الأرض تبشر بالرسالة وتجتث جذور الفساد والجهالة.
أما الذي يسرق الكفاءات بالمال والكلمات المعسولة لا ريب أنه يسرق جهود الأمة لكي تجبر لخدمته وزعامته.
4- القائد الرسالي هو الذي ينطلق من بصائر الوحي، ونور العقل، فيمسك بزمام الهدى والعروة الوثقى، أما الذي ينطلق مسايراً للواقع مستجيباً لنزواته، مجاملاً شخصياته يقتل الشريعة ويمحو السنن، ويكرس التخلف والجهل والعبودية.
وكربلاء مدرسة واضحة لشخصية القائد الرسالي الرشيد الذي تتطلع إليه أفئدة المؤمنين الرساليين.