بداية وقبل أن نخط حرفا نقول أن هذا العنوان ليس انتقاصا من الزنوج بل من العنصرية البغيضة وتوابعها حيث يرى البعض نفسه متميزا بسبب لونه الأبيض ويتعامل مع ذوي البشرة السوداء تعامل الأعلى مع الأدنى وهو ما شهدته تلك المجتمعات الاستكبارية رغم تخلصها رسميا أو شكليا من تلك السياسات!!.
في الفترة الأخيرة شغلت انتخابات اليونسكو حيزا لا بأس به من اهتمام الإعلام رغم أن الاهتمام بالكرة والانتقال لنهائيات كأس العالم كان الهم الأساس للمصريين!!.
على طريقة مرجان أحمد مرجان الذي دفع مبلغا كبيرا من المال ليقف دقيقة واحدة أمام الكاميرا ليقول (لقد وقعنا في الفخ) جاء ترشيح مشيرة خطاب لإدارة اليونسكو استكمالا للوجاهة الثقافية والنتيجة معروفة!!.
لم نعلق وقتها فهناك ما يكفي من الندابين ولأن المسألة ليست بتلك الأهمية حتى يبني البعض آماله عليها إلا أن بعض ما صدر من هذيانات انفعالية من مؤيدي ترشيح الأستاذ مرجان لرئاسة اليونسكو والتهجم الفظ على كل من ورد في خاطره(الرفيع) عرضا أو غرضابمناسبة أو دون مناسبة, يستدعي التوقف!!.
أحد الأساتيذ كتب (الفرس يصلون بقطرائيل للداعشكو، اليونسكو سابقا من خلال المعسكر الشيعي لبنان بأصواتها واليمن والسودان وعمان وحتى الكويتي فقط العراق أخدت موقفا طيبا من مصر رغم إنها من أقوى محاور المعسكر الشيعي).
الأستاذ المحترم رئيس عدة أشياء في مصر ولذا فربما نراه مرشحا في جولة قادمةلقيادة مسيرة الثقافة العالمية القائمة على التسامح ونبذ الكراهية والعنصرية والطائفية طبعا بالمقاييس المصرية القائلة أن المصريين دوما على حق مهما أخطأوا أو هلفطوا، والمصريين أهمه!!.
المعسكر الشيعي الذي تقوده إيران وفقا للافندي يضم اليمن (حليفنا الرسمي في الحرب على الحوثيين الشيعة) والسودان الذي صرح رئيسه الإخواني (أنا ضد الشيعة جدا)، كما يضم لبنان التي يترأس حكومتها أخونا في الإسلام –السعودي-سعد الحريري!!.
وإذا كانت هذه ثقافة الطبقة المتسيدة في مصر فلا عجب أن يخسر مرجان أحمد مرجان المعركة لكن الأعجب أنه لم يخسرها من الجولة الأولى والأعجب من الأعجب أنه سُمح له بالترشحبعد حصوله على شهادة تثبت توطنالعنصرية العنجهية الوهابية التي يحار المرء في فهمها أو تبريرها!!.
خلصنا من البلهارسيا فاستوطنتنا العنجهية!!.
السؤال الآخر: ما هو سبب عتبكم على (إيران والفرس) كما يقول أستاذ الأساتيذ وأنتم لم تتركوا فرصة أو مناسبة دون أن تمارسوا هوايتكم المفضلة وهي سبهم وشتمهم واعتبارهم رجسا من عمل الشيطان يتوجب إحراقه!!.
(العرب) احتلوا مكانة العِرق الآري، إلا أنهم محطمي الأسنان بلا هتلر ولا صدام!!.
وحسب علمي فليس هناك علاقات سياسية ولا ودية ولا تحايا متبادلة توجب عليهم المبادرة بمساندة السيد مرجان في معركته ضد المرشح القطري أو إسناد المرشحة الفرنسية اليهودية أوزلاي!!.
وحسب علمي أيضا فإن إيران ضمن مجموعة الدول الآسيوية في منظمة اليونسكو وليست ضمن (مجموعة الدول الشيعية)!.
الأسوأ من هذا هو الزج بالملف الطائفي في حرب اليونيسكو وكأن إيران وهي ضمن 52 دولة لها حق التصويت، تحارب الأخت مرجانة لأنها ممثل للعقيدة الصحيحة والفرقة الوحيدة الناجية رغم أنها يفترض أن تدير منظمة ثقافية تهتم بالشأن الثقافي لليهود والمسيحيين والبوذيين وووو والمسلمين!!.
الشاهد أن وراء هذا التصريح جريمتان.
الأولى: هي جريمة الكبر والعجرفة التي حُذرنا من الوقوع فيها (كَالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِيهِ سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ وَقَدَحَتِ الْحَمِيَّةُ فِي قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ وَنَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي أَنْفِهِ مِنْ رِيحِ الْكِبْرِ الَّذِي أَعْقَبَهُ اللَّهُ بِهِ النَّدَامَةَ وَأَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
الثانية: هي استمراء التطاول على خلق الله واستخدام البذاءة بدلا من الدبلوماسية والإقناع كأداة لتحقيق الأهداف.
ثم يزعمون أنهم يحاربون التطرف!!.
متى يفهم هؤلاء الأفندية أنهم ليسوا وحدهم المسلمين وأن المسلمين ليسوا وحدهم في هذا العالم؟؟!!.
أتمنى أن يفسر لنا أحدهم من يقف وراء إصابة تلك الطبقة بهذه النفخة الكذابة القاتلة وإن لم يجد تفسيرا عند جمال حمدان فليسأل مرتضى منصور (فيلسوف المرحلة)!!.
*دكتور أحمد راسم النفيس