جرت العادة على القول إنّ ثمّة عداء بين الدين والحبّ. ويتجلّى هذا العداء عند القول إنّه: طالما ينظر الدين إلى "الحبّ" على أنّه والشهوة شيء واحد، وينظر إلى الشهوة على أنَّها شيء خبيث ذاتياً، فالدين بالنتيجة يرى "الحبَّ" شيئاً خبيثاً أيضاً.
وكما نعرف فإنّ هذه التهمة لا يمكن أن تصدق في حقّ العقيدة الإسلاميّة، الإسلام لا يرى أيّ خبث في أصل اللّذة الجنسيّة فكيف يعتبر ذلك في "الحبّ" الذي ما زال موضوع بحث الباحثين في هل أنّه هو الشهوة الجنسيّة أم شيء يختلف عنها.
يحترم الإسلام ويقدر "الحبّ الصادق" القائم بين زوجين، بل يؤكّد على ضرورته في المحيط العائليّ. كما أنّه يوصي بتدابير في سبيل تحقيق الاندماج الروحيّ وتقويته وتعزيزه ووحدة المشاعر بين الزوجين بشكل كبير.
والنقطة التي لم نغفلها هنا هي أنّ سبب إبداء بعض معلّمي الأخلاق معارضتهم للحبّ عبر نظرتهم للأخلاق، أو اعتبارهم إياه أمراً غير أخلاقيّ، السبب هو ذلك التنافر الموجود بين الحبّ والعقل، فالحبّ يحوي قوّة ونفوذاً عظيمين بحيث يشلّ حال سيطرته على شخص معيّن سلطة العقل لديه. والعقل قوّة مطيعة للقانون والنظام بينما الحبّ يميل إلى ما يسمّى بالفوضى ولا يحدّه أو يقيّده أيّ قانون، وهو قوّة ثورية لا تعرف الانضباط وتتوق دائماً إلى الحريّة والانعتاق. لذلك فالأنظمة القائمة على أسس عقليّة لا تستطيع أن تجوّز "الحبَّ"، فهي تعتبر "الحبَّ" أمراً لا تجدر التوصية به أو إباحته، وإن تورّط شخص به بالصدفة.
* الشهيد الشيخ مرتضى مطهري