غرد الشيخ الدكتور محمد علي ميرزائي في قناته على مواقع التواصل الاجتماعي أن التمسك بالقومية بمعزل عن الالتزام الديني يمزق وحدة الأمة الإسلامية.
وهذا نص تغريدة الشيخ ميرزائي:
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺗﻤﺰﻕ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﻕ، ﻓﻜﻤﺎ نرى ﺍﻟﻴﻮﻡ فإن ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﻳﺘﺤﺎﻟﻒ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ... ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺰﻱ ﺃﻭ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ؟!! ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻻ ﺷﻲﺀ.
ﺩﻟﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻄﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻴﻪ ﺣﻀﻮﺭ ﻗﻮﻱ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ...
ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻟﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ...
ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﺜﺎﻻً ﻫﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ:
ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻫﺠﻮﻣﻴﺔ ﻣﺪﻣﺮﺓ ﺗﻢ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ، ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻹﻳﺮﺍﻥ، ﻭ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻟﺤﺮﺏ ﺿﺮﻭﺱ ﻣﺪﻣﺮﺓ ﻗُﺘﻞ ﻋﻠﻰ إﺛﺮﻫﺎ 300 ﺃﻟﻒ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺓ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﺗﺨﻴﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﺎﻗﺪﺓ ﻟﻠﻤﻈﻠﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻈﻠﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻗﻮﻣﻴﺔ فارسية ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ... ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺪﺙ؟ ﻗﻠﻮﺏ ﺣﺎقدة على ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺭﺩﻡ ﺍﻟﻬﻮﺓ ﻭﻟﻤﻠﻤﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ...
ﻭﻟﻜﻦ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻷﺧﻮَّﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻓﺴﺪﺗﻪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﻢ ﺗﺠﺎﻭﺯﻩ. إﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯﺍﺭﻭﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺇﻳﺮﺍﻧﻲ قبل حوالي العام أﻏﻠﺒﻬﻢ ﻛﺎﻥ قد ﻓﻘﺪ ﺃﺑﺎً ﺃﻭ ﺃﺧﺎً ﺍﻭ ﺇﺑﻨﺎً ﺃﻭ ﻋﻤﺎً ﺃﻭ ﺯﻣﻴﻼً ﺃﻭ... ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻻﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍقية ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺣﻘﺪﺍً ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺪﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻏﻄﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ فاﺟﺘﻤﻊ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﺕ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍً ﻟﻴﻘﺎﺗﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍقي ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺷﺮﻓﻬﻢ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻬﻢ...
ﻫﻜﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﻭﻳﺰﻳﻞ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺍﻟﻐﻞ ﻭﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﻀﻐﻴﻨﺔ.. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻟﺸﺮﺥ ﻭﺗﺪﻕ ﺍﻹﺳﻔﻴﻦ، ولذا فإن ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺑﻨﻲ ﺁدم ﻣﻦ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺎﺕ..
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻮ ﺗﻘﻄﻌﺖ ﺃﻋﻀﺎؤﻩ أﺷﻼﺀ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺃﻭ ﻣﺼﺮ ﺃﻭ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻧﻴﻮﻳوﺮﻙ ﻭﻟﻨﺪﻥ ﻓﻼ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ يغلي ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﻭﺃﻥ ﺣﻤﺎﺳﺎً ﻋﺮﺑﻴﺎً يشتعل ﻭﻳﻠﺘﻬﺐ... ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻹﺳﻼﻡ... ﻧﺮﺟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌلنا ﻭﺍﻋﻴﻦ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﺠﻨﺒﻨﺎ ﺷﺮﻭﺭ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻻﺕ.
*د. محمد علي ميرزائي