تفجير بيوت الله.. اتجاه الإرهاب لتفكيك الوحدة وتقسيم البلاد

الإثنين 21 أغسطس 2017 - 08:00 بتوقيت غرينتش
تفجير بيوت الله.. اتجاه الإرهاب لتفكيك الوحدة وتقسيم البلاد

أفكار ورؤى - الكوثر

تفجير المساجد اتجاه إرهابي يستهدف الفرقة وإثارة الطائفية وتعميق الفجوة بين المسلمين، وهذا ظاهر لا يخفى على أحد. فهذه العمليات الإرهابية التي وصلت إلى هدم بيوت الله لها أبعاد سياسية، ولزعزعة الأمن وتفكيك الوحدة ثم تقسيم البلاد وتدميرها، وهي محاولات لشغل أذهان البلاد العربية والإسلامية في تلك الفتن حتى لا تلتفت إلى ما يحدث حولها من تخطيط خطير في الخفاء، ممن يُظهر لها أنه يقف معها أمام هذه الأحداث الإرهابية التي هم الأصل في وجودها.

ولا شك أن كل من يشارك أو يؤيد هذه العمليات هو آثم، فمن منع الناس من العبادة في المساجد وقع في جريمة عظيمة يستحق فاعلها عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة، فما بالك بمن دمر وخرب مكان العبادة!

كما في الآية الكريمة: «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم» فإنها قد أظهرت أن المنع يشمل كل من يمنع الناس ويصدهم عن عبادة الله في أي مسجد من مساجد الأرض.

والعذاب هو عاقبة كل من يمنع المسلمين من ذكر الله والعبادة في المساجد، ومن هدم وفجر المساجد وقع في جريمة أعظم أهلكت العباد ودمرت البلاد. ومن جانب آخر فان شريعتنا قد حرمت تفجير الكنائس أو هدمها أو قتل من فيها أو ترويع أهلها، فكيف بمن فجر المساجد واتجه اليوم إلى البيت الحرام... ولم يفجر المساجد إلا قصار العقول أو من يسعى لمصالح مادية، فهي محاولات إرهابية آثمة من جماعات جاهلة تتحرك بإشارات من قادة يخططون لشق الصفوف واختراق مجتمعنا ثم العالم الإسلامي كله ثم السيطرة عليه كله، فهي سيطرة قوية ولكنها لن تدوم.

وحتى لا تتفاقم تلك الجرائم، وجب علينا التعايش بسلام والترابط من دون النظر إلى الانتماء المذهبي أو الفكري أو أي اعتبارات أخرى.

 

د. أريج السنان