هل نتمنّى الشرّ للكافر؟ وهل الإحسان إلى الكافر مطلوب أم لا؟

الأربعاء 9 أغسطس 2017 - 06:32 بتوقيت غرينتش
هل نتمنّى الشرّ للكافر؟ وهل الإحسان إلى الكافر مطلوب أم لا؟

أراد الإسلام منّا أن نحبّ الخير للناس جميعاً حتى الكفار، إنّ معاداة الكافر إذا كانت نابعة عن حب الشرّ للآخرين، تتعارض مع الأخلاق.

فعلينا ألا نريد الشرّ حتى للكافر، بل نكون كالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إذ كان يحزن على هؤلاء حيث لم يؤمنوا بما هو خير لهم!

لكن إذا امتنع هؤلاء عن الهداية، بل أكثر من ذلك قد تحوّلوا إلى حجر عثرة في طريق الآخرين، يجب أن ننظر إليهم بأنهم مانع، لا بأن نريد لهم الشرّ والشقاء ونتمنّى عدم هدايتهم.

هذا يزيد بن معاوية لمّا سأل من زين العابدين عليه السلام أنه إذا تبت فهل تقبل توبتي؟ يجيبه الإمام: نعم، معناه أنه لا يريد الشر ليزيد، بأن يتمنّى عدم توفيقه للتوبة حتى يدخل جهنّم؛ لكونه قتل أباه، بل يريد الخير حتى لهذا الرجل.

فالذي نسمّيه بالشرّ بالنسبة لهؤلاء معناه أنّ هؤلاء لكونهم لم يقعوا في مسير سعادتهم وأنهم يمثّلون ضرراً حتى لغيرهم، فمن هذه الناحية يجب أن نعتبرهم أعداء.

إذن فمعاداة الكافر إنّما تنشأ من حبّ الآخرين وإضمار الخير لهم، لا من حب الشرّ لهم. لذلك يجوز الإحسان للكافر دون حدود، بشرط ألّا يؤدي هذا الإحسان إلى إساءة للآخرين ولا إساءة للإنسانية ولا تتضمن ضرراً لمصالح البشرية.

﴿لايَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذينَ لَمْ يُقاتِلوكُمْ فِى الدّينِ وَ لَمْ يُخْرِجوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم..﴾ [الممتحنة: 8]

 

من كتاب "التعليم والتربية في الإسلام" للمفكر الشهيد المطهري