وإلى جانب ذلك تؤكّد الشريعة الإسلامية على تجنّب إساءة أو إهانة أو إيذاء المؤمنين بعضهم لبعض، وذلك بغية التخلّص من حالات الحسد والكراهية والحقد والتباغض وغيرها من السلوكيات الخاطئة التي تقع بين أفراد المجتمع الإسلامي. فقد ورد عن الإمام الصادق (ع): "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه، ويحقّ على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف والمؤاساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض؛ حتى تكونوا كما أمركم الله عزّوجلّ: (رحماء بينكم)..".
- عظمة حقّ المؤمن على أخيه:
يُعتبر أداء حقوق المؤمنين من أفضل العبادات التي تُقرِّب العبد إلى الله سبحانه تعالى، حيث ورد عن الإمام الصادق (ع): "ما عُبد الله بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن". ولذا يكشف الإمام الصادق (ع) عن حقيقة وعظمة الأخوّة بين المؤمنين، حينما يقول: "المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، إن اشتكى شيئاً منه وجد ألم ذلك في سائر جسده، وأرواحهما من روح واحدة، وإنّ روح المؤمن لأشدّ اتصالاً بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها".
ولكنّ ذلك الجسد الواحد الذي يجمع المؤمنين ويصل بين أرواحهم بروح الله سبحانه وتعالى، لا معنى لكثرة العدد فيه مادام لا يغفر المؤمنون بعضهم لبعض، ولا يُفشي التواسي والمودّة فيما بينهم.
ولابدّ أن نُدرك أنّ أهميّة الأخوّة بين المؤمنين، والتي أرادها أهل البيت (ع) لنا، تتجلّى مصاديقها بصدق وإخلاص أكثر وقت الضيق والشدّة وحين وقوع البلاء والمصيبة على بعض المؤمنين، حينها نسأل أنفسنا: هل نحن كالجسد الواحد؟ وهل بالفعل المؤمنون أخوة؟ وذلك بخلاف وقت الرخاء والسعة وبحبوحة العيش.
قال الشاعر:
أخلاء الرخاء هُمُ كثيرٌ **** ولكن في البلاء هُمُ قليلُ
المصدر: البلاغ