انطلق هؤلاء البرابرة لتنفيذ أهم بنود المانيفستو الوهابي هدما وتدميرا لمقامات الأنبياء والأئمة والأولياء ومن بينها المبدأ القائل (أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
وقول الله عز وجل: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم...)
كما يؤكد المانيفستو الوهابي على هذا المعنى (من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره وقوله تعالى: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين * وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو) الآية. وقوله: (فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه). وقوله: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
أن تذهب لزيارة ضريح رسول الله صلى الله عليه وآله متوسلا به إلى الله أن يغفر ذنبك أو يفرج كربك وأن يهديك الصراط المستقيم هو برأي هؤلاء الهمج شرك يخرج صاحبه من دائرة التوحيد, أما أن تستغيث بالشيطان الأمريكي الأكبر ليبقى ملكك ويدوم تسلطك وتجبرك على عباد الله المستضعفين فهذا لا يخدش التوحيد الوهابي كونه مصنوع من مادة غير قابلة للخدش أو لأن هؤلاء الهمج ينطبق عليهم الحديث الشريف (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)، واستعن بمن شئت واستغث بمن شئت!!.
أن تتقرب إلى الله بحب نبيه وأهل بيته يعني الالتزام بنهجه وسنته وليس مجاهرته بالعصيان والعدوان على عباد الله وسفك دمائهم كما هو دأب آل سعود الذين جعلوا هذا الإجرام أفضل أعمالهم منذ نشأتهم المشئومة قبل أكثر من قرنين من الزمان.
أما أن يتقرب آل سعود لشيطانهم الأمريكي المعبود بسفك دماء المسلمين وضخ المليارات كي لا تتوقف بحيرات الدم المتدفقة ثم يزعمون بوقاحة لا مثيل لها أنهم أهل التوحيد وأنهم يقاتلون دفاعا عن الإسلام والمسلمين!!.
المؤمنون الحقيقيون يذبحون الهدي تقربا إلى الله بإطعام الفقراء (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، أما هؤلاء الهمج فيتقربون إلى معبودهم (ترامب) بدماء مئات آلاف الضحايا الذين سقطوا ضحايا إجرامهم وسعيهم المشئوم لإرضاء الرب الأمريكي.
أي توحيد إذا بقي فيما يسميه هؤلاء زورا وبهتانا بلاد التوحيد التي أصبحت بحكم الواقع بلاد العبيد.
يتقربون لإلههم الأمريكي المعبود بسفك دماء الأبرياء ولا يرون في ذلك ما يهز صورتهم لدى أتباعهم منزوعي الأدمغة رغم الزلزال المدمر الذي ضربها بسبب تلك الزيارة المشئومة ونتائجها الفضائحية التي لا تواريها كل وسائل غسل الأدمغة التي سلطها هؤلاء على الفضاء الإعلامي.
يتوسلون ويستغيثون للشيطان الأمريكي بسيدهم اليهودي ولا يرون ذلك استغاثة أو استعانة بغير الله مما يقطع أن هؤلاء هم آلهتهم التي يقدمون لها فروض السمع والطاعة ولا يرون لها ندا ولا شريكا، ثم يكفرون من يستغيث بجاه رسول الله وأهل بيته!!.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ). الأحقاف 4-6.
ماذا بقي إذا من توحيد شكلي مزعوم جعله هؤلاء البرابرة وسيلة للاستحواذ على الدنيا ومبررا للفساد والعلو في الأرض؟!.
سقطت أكذوبة (بلاد التوحيد) وظهرت الحقيقة ساطعة.
إنها بلاد العبيد!!.
دكتور أحمد راسم النفيس