كيف نعالج الكذب عند الكبار؟

الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 - 10:27 بتوقيت غرينتش
كيف نعالج الكذب عند الكبار؟

تنتشر في مجتمعاتنا عادات سلوكيّة خاطئة تسيء إلى قيم مجتمعنا الإسلاميّ وثقافته، ومن بين تلك العادات الكذب، فالكذب هو أيّ قولٍ مخالف للحقيقة، ومثال عليه أن يقول الإنسان مثلًا إنّي سافرت السّنة الماضية إلى لبنان لقضاء الإجازة، وحقيقة الأمر أنّه لم يسافر إلى هذا البلد، فكلّ كلام مجافٍ الحقيقة هو كذب لا يجوز ولا يحلّ في أي دينٍ من الأديان السّماويّة.

إنّ من يمارس الكذب يبرّره بأعذار واهية منها التّعرض إلى موقفٍ صعب فيرى الكذب بزعمه وسلية للخروج منه، أو قد يمتهن الكذب على أهله أو زوجته من أجل إخفاء عادات وسلوكيّات خاطئة يمارسها ويخشى أن يعرفها النّاس، وفي كلّ الأحوال فإنّ الكذب لا يبرّر مهما كانت الأعذار، وعلى الإنسان أن يحرص على الصّدق في كلّ أحواله.

علاج الكذب عند الكبار

إنّ الكذب قد يكون عند الصّغار والكبار على حدّ سواء، ولكن علاج الكذب عند الصّغار قد يكون أسهل من الكبار بسبب أنّ الكبير قد تراكمت عنده السّنون وهو مقيم على هذه العادة، ولكن يؤكّد علماء النّفس على أنّ الإنسان قادر على تغيير سلوكه في كلّ مراحل حياته، ومن الوسائل التي تعين على معالجة مسألة الكذب عند الكبار نذكر: إقناع الكبير بأنّ الكذب هو من الأخلاق الذّميمة والصّفات السّيئة التي تبعد عن الإنسان سمة الصّلاح والتّقوى، وأن ينصح بالمعروف والكلمة الحسنة ويذكر بحرمة الكذب شرعًا وأنّه لا يجوز سواء كان الإنسان مازحًا أو جادًا في قوله وكلامه. إقناع الإنسان الذي يكذب بأنّ الكذب ليس وسلية للنّجاة والخلاص من المواقف الصّعبة، وإنّما قد يزيد الكذب الأمور تعقيدًا في أحيانٍ كثيرة وخاصّة عندما يكتشف النّاس أنّ هذا الشخص يكذب فربما انعدمت ثقة النّاس به واهتزت، وإقناعه كذلك بأنّ الصّدق منجاة وتدعيم ذلك بذكر قصص لأناسٍ نجّاهم صدقهم من أصعب المواقف وأحلكها بتوكّلهم على الله تعالى وصدق نيتهم.

إقناع الإنسان الذي يكذب بأنّ هناك وسيلة تغني الإنسان عن الكذب وهي التّعريض أو التورية، وهذا الأسلوب يعني أن يواري الإنسان في كلامه حتّى يحمل الإنسان المقابل له على فهم كلامه على غير ما قصده، ومثال على ذلك ما فعله النّبي عليه الصّلاة والسّلام حينما قال لشيخ من العرب يوم بدر نحن من ماء، فعرّض بكلامه حتّى لا يخبر الشّيخ بالحقيقة، فالنبّي الكريم قصد بكلامه أنّ كلّ النّاس خلقت من ماء، وفهم كلامه الرّجل أنّه من منطقة فيها ماء، فالتّعريض والتّورية جائزة وفيها سعةٌ عن الكذب وإن كان يكره أن تقال من غير حاجة أو ضرورة أو أن يعتاد النّاس عليها.