فأول عمل دائماً نبحث عنه عند وصولنا إلى منطقة جديدة للسكن أو وظيفة جديدة أو حتى مدرسة جديدة هي بناء العلاقات الإجتماعية مع الموجودين، فوجود أشخاص جيدين في حياتنا يجعلنا أكثر صحة وأكثر سعادة ونشاط. أحياناً تكون الصداقة أقوى من علاقة الأخوّة فالمثل القائل "رب أخ لك لم تلده أمك" هو صحيح ، لأنه ربما تجد من يفهمك ويهتم بك من الغرباء الذين لا تربطك بهم صلة دم أكثر من الأقرباء الذين بينك وبينهم صلة دم ، ولكن يجب الحذر عند إختيار الأصدقاء المقرّبون لأنها مهمّة ليست بالسهلة ، فالصديق الحقيقي هو الذي تجده إلى جانبك في كل أحوالك في الرخاء والشدة ، فعندما تحتاجه لا ينتظر أن تطلب منه المساعدة وإنما تجده يقدمها بكل فرح وسرور. الصديق الحقيقي هو يتجاوز عن أخطائك ويسامحك عندما تعتذر منه ولا يحقد عليك لأي موقف قد يحصل بينكما. الصديق الحقيقي هو من يقدم لك النصيحة الصحيحة التي لو كان مكانك لأخذ بها وطبّقها على نفسه ، ويبعِدك عن طريق الخطأ أو الغلط ، ولا يقبل أن تُهان أو يحصل لك الضرر. الصديق الحقيقي هو من يحفظ سرك ويستر عليك ، وليس الذي يتسلّق عليك للوصول إلى مصالحه الشخصية ، فالصداقة الحقيقية ليس بها أي من المصالح الشخصية. الصديق الحقيقي الذي يشاركك فرحك ونجاحك ويُحفزك بطريقة إيجابية للنجاح ، ولا يغار من نجاحك أو فرحك ، فإذا كان صديقاً حقيقيّاً شعر وكأن نجاحك هو نجاحه وفرحك هو فرحه. الصديق الحقيقي من يستطيع أن يفهم ما في داخلك من غير أن تنطق ، فهو يشعر بك ويهتم لأمرك. الصديق الحقيقي هو الذي لا يذكُرك إلّا بخير سواء بوجودك أو في غيابك ، ولا يتحدث عنك بسوء أمام أي أحد.