كيفية اختيار صديق يتساءل الناس كثيراً عن كيفية اختيار الصديق المناسب والحقيقة أن ذلك يقتضى البحث، والتقصّي، والنظر، والتأمل، والتجربة، والاختبار، وعلى الباحث عن الصديق المناسب أن يراعي ما يلي في اختياره لصداقاته: أن يكون الإنسان الذي يرجو صداقته متشابهاً إلى حد كبير مع صفاته الشخصية، بمعنى أنّه يتمتّع بصفات وشخصية تلائم شخصيته بحيث يتشاركون الأعمال ومسؤوليات الحياة بتوافق حيث تكون مظنة تحقيق المودة والمحبة والتآلف بعيداً عن الاختلاف والخلاف الذي يصنع النزاع، والكراهية، والتباغض، ومثال على ذلك أنّ الشخص المتواضع السمح في تعامله مع الناس تراه يبحث عن صديق يتشارك معه تلك الصفة حتى يتآلفا فيما بينهما، وتراه يبتعد عن الذين يحملون صفات الكبر والغلظة لانتفاء أسباب التوافق بينهما. أن يحرص الإنسان على الابتعاد عن الإنسان الذي يتكلّم كثيراً فيما يعنيه ولا يعنيه من الأمور، فالكلام الكثير بلا شك منقصة للإنسان وعادة سيئة، وكما قيل فإنّ من كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه كثرت زلاته، وبالتالي لا يكون من يتكلّم كثيراً صديقاً مناسباً في أي حال من الأحوال لاحتمال وقوعه في الخطأ والزلل بشكل كبير، إلى جانب أنّك تراه شخصاً لا يكثرت كثيراً بحفظ الأسرار، وربما أشاع لك سراً بحت له به يوما إلى أناس آخرين. أن يحرص الإنسان على وجود أخلاق معيّنة في شخصية من يختاره كصديق له، ومن أهمّها الصدق والأمانة، فالصديق المناسب هو الذي يصدق معه صديقه ولا يكذبه، وهو الإنسان المؤتمن على كل حال. أن ينظر الإنسان في حال صديقه في النائبات والشدائد، فالصديق المناسب بلا شك هو الصديق الذي يقف مع صديقه ولا يخذله في أصعب المواقف حيث تظهر معادن الناس. أن يختار الإنسان صديقا تمتلىء روحه بالإيجابية وحبّ الحياة وأن يبتعد عن الإنسان الذي يمتلىء بالسلبيّات، فالصديق المناسب هو صديق إيجابيّ يحمل كل معاني المحبة وينظر إلى الحياة بنظرة التفائل دائماً.