طرق التعامل مع الناس :
لقد احتلت أخلاقيّات التّعامل في الإسلام على جانبٍ مهمّ ورئيسي في توجيهات الشّريعة، فحسن التّعامل مع النّاس ينطلق من علاقة الإنسان بربّه، فمن كانت علاقته بربّه قويّة مبنيّة على عقيدة لا تهتزّ، كانت علاقته بالنّاس كذلك مبنيّة على ما استوجبته علاقته بربّه من امتثال لتوجيهاته سبحانه في وجوب حسن التّعامل مع النّاس.
ويتساءل كثيرٌ من النّاس بقولهم كيف أتعامل مع غيري، والحقيقة أنّ هناك أخلاقيّات و أسس في تعامل الإنسان مع النّاس في مجتمعه نذكر منها: أن يدرك الإنسان ابتداءً أن تعامله الحسن مع النّاس يرفع درجاته عند ربّه سبحانه.
وفي الحديث أنّ حسن الخلق يذهب بخير الدّنيا والآخرة، كما أنّ حسن الخلق من أثقل الأمور في الميزان يوم القيامة، وإنّ صاحب الخلق الرّفيع ليدرك درجة القائمين بالليل بأخلاقه وتعامله الحسن مع النّاس إضافة إلى أنّه يكون من أقرب النّاس مجلساً إلى رسول الله عليه الصّلاة والسّلام يوم القيامة.
أن يبتعد عن التّكبر في تعامله مع النّاس، فالكبر من أسوء العادات وأذمّ الصّفات التي تستوجب غضب الرّبّ على العبد، إلى جانب أنّها تنفّر الخلق من صاحبها، والأصل أن يكون الإنسان متّصفاً بالتّواضع في أخلاقه فلا يتكبّر على أحد ولا يستكبر عن فعل ما يفعله غيره.
أن يحبّ للنّاس ما يحبّه لنفسه من حظوظ الدّنيا، فكثيراً ما تجد أناساً يحسدون غيرهم على ما آتاهم الله من فضله وتراهم يتمنّون زوال تلك النّعمة عنهم، والأصل أن يرضى الإنسان بما كتبه الله له وأن يحبّ ما يأتى إلى غيره من النّاس كما يحب أن يؤتى إليه.
أن يحرص الإنسان على إجابة دعوة أخيه إذا دعاه لوليمة أو مناسبة ما لم يكن فيها معصية، وأن يمشي في قضاء حوائج النّاس والسّعي للإصلاح بينهم وتفريج كروبهم فكلّ تلك الأمور تزرع المحبّة للإنسان في نفوس الخلق.
العفو عن الإساءة والتّسامح، فإذا قابلك أحدٌ بإساءة فلا تقابله إلا بإحسان، وأن تحرص على خلق التّسامح بين النّاس فلا تحقد على أحد.