فوائد العمل للإنسان يساعد العمل على إنتاج المنتجات المختلفة، إلى جانب تقديم الخدمات إلى مختلف أصناف الناس؛ حيث يكتسب من ينتجون المنتجات أو يقدّمون الخدمات الأموال لقاء أعمالهم التي يقومون بها، مما يؤدّي إلى انتشار حالة كبيرة من التكامل بين الأفراد في المجتمعات والدول.
يساهم العمل في نيل الناس لاستقلالهم المالي وإنفاقهم على أنفسهم؛ فالشخص العامل لا يحتاج إلى معونةٍ من الأشخاص الآخرين مهما كانت علاقته بهم، مما يوفّر له نوعاً من الاستقلالية التي يطمح لها كلّ فرد من الأفراد، والتي تهيّئ له المناخ المناسب لتشكيل مستقبله بالطريقة التي يحبها، وإنشاء أسرة إن أراد ذلك.
العمل هو طريقة من طرق بناء الشبكات والعلاقات الاجتماعية، ممّا سيعمل بالضرورة على تحسين علاقات الناس ببعضهم، كما أنّه يعمل على تطوير وتحسين نوعيّة الحياة من خلال تكاتف الناس معاً، وتعاونهم لما هو خير لهم جميعاً.
يعتبر العمل وسيلةً رئيسيّةً من وسائل تطبيق المعرفة النظريّة بشكلٍ واقعيّ وعملي، والتحقّق من مدى مطابقة النظري للعملي، مما سيؤدّي بالضرورة إلى تطوير العلوم المختلفة وتحسينها بشكلٍ يلائم الظروف والمعطيات الواقعية بشكل أكبر؛ فالتجربة هي خير دليل على نجاح الفكرة أو النظريّة.
يرتبط العمل ارتباطاً وثيقاً وشديداً بتطوير الحالة الفنيّة والثقافية بشكلٍ كبير؛ فالعديد من الأعمال في عصرنا الحالي لم تعد تقليديّةً أبداً، بل تطوّر مفهومها، وصارت تدخل في العديد من المجالات، فمثلاً الأعمال السينمائية تحتاج لأعمالٍ إبداعيّة غير تقليدية أبداً، بدءاً من التقنيات البصرية، إلى الصوتيات، إلى الملابس، إلى المكياج، إلى الإخراج، إلى الإنتاج، إلى التمثيل، وغير ذلك العديد من الأعمال التي ارتبطت بإنتاج الأفلام.
مثال آخر وهو العمل في القطاع الإعلامي الّذي يعبّر عن الحالة الثقافيّة الموجودة في مجتمع معيّن من المجتمعات؛ حيث ارتبطت بهذا القطاع عدّة أعمال لم يعد هناك مجال أبداً إلى إهمالها بسبب حاجة المواطنين إليها باستمرار. من هنا نجد أنّ مفهوم العمل تعدّى المفهوم الاقتصادي إلى مفاهيم أخرى لا تقلّ أهميّةً عنه.