فالهدف الرئيس من العمل لدى معظم الناس هو كسب المال الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يعيل نفسه وأسرته ويوفر لهم الحاجات الأساسية من مأكلٍ، ومشربٍ، وملبس، ومسكن، ومن ثم يرتقي بهذه الضروريات إلى الكماليات بحسب الكسب الذي يكتسبه الإنسان من العمل.
أمّا الأهمية الثانية للعمل فهي تنعكس على نفسية الشخص نفسه، إذ أنّ الإنسان عندما يقوم بالعمل فإنّه سيشعر بكونه عنصراً فاعلاً في المجتمع الذي يعيش فيه ممّا يزيد من ثقته بنفسه، كما أنّه سيشعر بعدم حاجته إلى من يعيله وباعتماده التام على نفسه ممّا سيزيد أيضاً من شعوره بالفخر لقيامه بهذا العمل.
وكذلك فإنّ العمل يقوم بإكساب الإنسان الخبرة التي لا تستطيع أن تكسبه أياها أي نوعٌ من الكتب أو القصص، فالعمل يجبر الإنسان على الاحتكاك بالناس جميعاً ممّا يزيد علاقته مع الناس ويساعده على توظيف الخبرة التي يكتسبها أيضاً في حياته، وهذا يعود بالفائدة عليه وعلى المجتمع بأسره. أمّا الأهمية الأخرى للعمل فهي تكامل المجتمع بأكمله، إذ أنّ المجتمع يتكون من عددٍ من الناس الذين يكوّنون هذا المجتمع بسبب احتياجهم إلى بعضهم البعض، فالمجتمع يتكوّن لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يقوم بجميع الأعمال لوحده فلا يستطيع الإنسان على سبيل المثال أن يكون مزارعاً ونجاراً وبناءً في نفس الوقت؛
ولذلك فإنّ العمل الذي يقوم به الإنسان ينعكس على المجتمع بأكمله وينعكس على قيام الدولة التي يعيش فيها مهما كان هذا العمل صغيراً، فحبّ العمل لا بدّ أن ينبثق لدى الإنسان من حبه لمجتمعه الذي يعيش فيه، فتتعدى أهمية العمل المصلحة الشخصية إلى المصلحة العامة.