باحثة لبنانية لقناة الكوثر:

المرأة المقاومة؛ جيش لا يُقهر، يخيف الأعداء أكثر من الطائرات الحربية

الخميس 14 أغسطس 2025 - 13:46 بتوقيت غرينتش
المرأة المقاومة؛ جيش لا يُقهر، يخيف الأعداء أكثر من الطائرات الحربية

في حوارٍ خاص مع قناة الكوثر الفضائية، أكدت الباحثة الاجتماعية اللبنانية الدكتورة"ليلى صالح" أنّ المرأة في محور المقاومة ليست مجرد فرد، بل هي مشروع مدرسة، مشروع شهيد، ومشروع قائد، مشيرةً إلى أنّ العدو يدرك تمامًا أنّ مواجهة جيش من النساء المؤمنات أخطر عليه من مواجهة الطائرات الحربية، لأن هذه المرأة تمارس دورها الرسالي من قلب البيت والمدرسة والجامعة والشارع، وتنهل من القيم الإسلامية الأصيلة ونماذجها الخالدة.

أوضحت "صالح" أنّ العدو لا ينظر إلى المرأة المقاومة ككيان فردي، بل يراها فاعلًا اجتماعيًا وسياسيًا لا يمكن ضبطه بسهولة، لأنها تمارس المقاومة من موقعها الطبيعي، وتمزج بين دورها الفطري وقيمها الإسلامية، مستحضرةً النماذج المعصومة الخالدة.وأضافت أنّ مشروع "الشرق الأوسط الكبير" عام 2004 جعل "تمكين المرأة" مدخلًا لتغيير بنية المجتمعات الإسلامية عبر التعليم والإعلام، لعلمه أنّ المرأة تغيّر الأسرة والمجتمع من الداخل.وأشارت الباحثة اللبنانية إلى أنّ هذه السياسة الأمريكية تكشف إدراك العدو أن كل امرأة في محور المقاومة هي مشروع مدرسة، منبع تشكل الهوية، وناقلة للرواية، وحاملة للقضية، وحافظة للذاكرة الجماعية للمقاومة، بل ومؤثرة في النشء أكثر من أي وسيلة إعلامية.كما ذكرت "ليلى صالح" أنّ الشواهد على ذلك كثيرة، منها تقرير "راند" الشهير عام 2007 الذي دعا إلى دعم "الإسلام النسوي المعتدل" و"تحرير المرأة المسلمة" لمواجهة القوى الإسلامية المناهضة للنفوذ الأمريكي، واعتبر "المرأة المسلمة المحافظة" تهديدًا مباشرًا.

اقرأ أيضا:

الشهيد حاجي زاده : الامام الخامنئي أكد إعطاء الأولوية لدقة الصواريخ بدلا من مداها

باحثة يمنية لقناة الكوثر: من الإعلام إلى التنشئة… المرأة في قلب مشروع المقاومة

وأكدت أنّ معهد واشنطن و"بروكينغز" أشار إلى دور النساء في نقل خطاب المقاومة داخل المجتمعات الشيعية وضرورة مواجهته بـ"نماذج حداثية ليبرالية".وأوضحت أنّ السبب في ذلك يعود إلى كون المرأة المقاومة تُعيد إنتاج القيم المعادية لأمريكا، فهي التي تربي المجاهد، وتغرس القيم، وتشارك في الرأي والموقف والتربية، وتشكل أساس "الجيل الحسيني المقاوم"، ومشروع الشهادة ومشروع القادة المستمر.
وفي ختام حديثها مع الكوثر، بيّنت الدكتورة "صالح" أنّ المشهد المقاوم يختزن الكثير من الرسائل التي تُربك العدو، فحين تبكي أم الشهيد من الفرح لا من الحزن، وتتلقى خبر استشهاد ابنها بابتسامة، فإنها تحطم أدوات الحرب النفسية المعادية. وما يجعل المرأة التي تصنع مجاهدًا لا يخاف الموت أخطر على العدو من الطائرات الحربية، ويطرح تساؤلات وجودية أمامه: هل يمكنه فعلًا مواجهة جيل كامل تربّيه نساء تعلمن أن الشهادة بداية النصر لا نهايته؟
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان