خاص الكوثر - مقابلات
بدأت السيدة "بزي" حديثها قائلةً: المرأة كائن استثنائي القدرات والمهام نسبة للرجل، أي أنها تمتلك قدرات يمكن توظيفها في مكان أكثر من الرجل عاطفياً وعلى الصعيد الاجتماعي. لذلك فهي مخوّلة أن تلعب دوراً جذرياً في بناء وصناعة الطفل والجيل والأبناء، فحين كانت الأم مربية صالحة، سقت الأسرة على قواعد وقيم ثابتة؛ قيمٍ تؤصل وتجذر فكرة المقاومة وجوهر الحق واتباع تعليم الله سبحانه وتعالى وأهل البيت ومن شأن هذه الأجيال أن تنشأ سهلة الاتباع لهذه القضايا المشروعة، بل وتتحول ملكة في شخصية الإنسان واتباع الحق ورفض الظلم واستسهال الموت في سبيل رفض الظلم.
اقرأ ايضاً
وأضافت: بدأ الدور من المرأة الأم، ثم من المرأة الأخت التي احتوت وساعدت أخاها وعائلة أخيها، فهي أيضاً شاركت في هذا البناء، أما الدور الأهم، فكان دور الزوجة التي أكملت الطريق، فكانت الشريكة في اتخاذ القرارات، والمساهمة في المؤازرة، والمشاركة في التشجيع والتحفيز والدعم، وفي تهيئة أرضية اتباع هذه القرارات. لذلك لعبت المرأة دوراً أساسياً، سواء على الصعيد التربوي أو الأسري أو السلوكي البنيوي للإنسان المقاوم.
وانتقلت بعد ذلك لتتحدث عن القدرات التي لم تُستثمر كما يجب، فقالت: اعتقدتُ أن المرأة يكتمل دورها ليس فقط على صعيد الأسرة، إنما اجتماعياً وثقافياً أيضاً، فعندما تثقفت المرأة فقهاً وديناً، وأصبحت على دراية كاملة بتفاصيل الشريعة، وتعمقت في الفلسفة الإسلامية وفلسفة الجهاد والصبر والبلاء، صارت قادرة على المشاركة في تصويب الأمور نحو الأهداف الصحيحة. فالمرأة الجاهلة والساذجة كانت دوماً أقرب إلى الخطأ من الصواب، وحينما كانت بنيتها ضعيفة وهشة معرفياً، بنت أسرة هشّة، وأصبح المجتمع النسوي سهلاً للاختراق والتفكيك.
وتابعت "بزي" حديثها قائلةً:أما النساء المتعلمات والمثقفات، خاصة في علم الاجتماع والفلسفة والعلوم الدينية، فقد كنّ قادراتٍ على التصدي للإشكاليات ومواجهة الجراثيم الغربية التي استهدفت الأسر والمجتمعات والمرأة بعناوين براقة مثل "تمكين المرأة" و"حقوق المرأة" المغلوطة، وهي في حقيقتها خطط مدروسة لضرب البنية الثقافية للأسرة والمجتمع.
دور المرأة في الفضاء الرقمي
وأشارت إلى الدور الذي أدته المرأة المثقفة في الفضاء الرقمي فقالت: لقد استطاعت المرأة المثقفة اليوم، عبر منصات التواصل، أن ترفع صوتها القوي بأجوبة دامغة تدحض كل الأباطيل التي أُسست لتدمير مجتمعاتنا بطريقة جاذبة. كنا بحاجة إلى هؤلاء النساء اللامعات اللواتي واكبن الإشكاليات وشخّصن أساس الهدم في البنية التحتية لهذه المجتمعات، ثم عملن على بناء الحلول ووضع الرؤى والخطط لتنفيذها.
وأكدت أيضاً:احتجنا إلى تكاتف النساء المثقفات لبناء جمعياتٍ وتجذير الجهود بما يفيد الأمة الإسلامية على الصعيد التخطيطي والإيديولوجي الذي يخدم الفكر الإسلامي. كما احتجنا إلى نساءٍ دارساتٍ للسياسة وللتاريخ، لأن كل العلوم تتكامل في خدمة هذه الأمة. فالعلم ضروري، والثقافة ضرورية.
واختتمت السيدة "نعماء بزي" حديثها بقولها: أكثر ما خشيتُه على المرأة المسلمة اليوم هو الجهل والفراغ، وإضاعة الوقت في التدخين والنرجيلة والصبحيات والسهرات في المقاهي، هناك عاداتٌ غربية غزت مجتمعاتنا، ليست لنا ولا تشبهنا. فعلى المرأة أن تتجنب الانجرار وراء هذه العادات، وأن تحصن أسرتها من استسهال هذه المظاهر أو إدخالها إلى المنزل.
وختمت مؤكدةً رؤيتها بعبارة معبّرة: المرأة في محور المقاومة لم تكن يوماً مجرد عنصرٍ مساعد، بل كانت الركيزة الأساسية في بناء الوعي المقاوم، وصانعة الأجيال التي رفضت الظلم وسارت على نهج الإيمان والثبات.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان