خاص الكوثر - العشرات
تسلط الجولة الضوء على الطابع المتنوع للمعالم الدينية الإيرانية التي تمثل أقطابًا للزيارة من مختلف أنحاء العالم. البداية كانت من مدينة مشهد المقدسة، حيث يقع مرقد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، ثامن أئمة المذهب الشيعي، وأحد أكثر المزارات زيارةً في العالم، إذ يستقبل نحو 28 مليون زائر سنويًا.
الرحلة استمرت إلى قم المقدسة، التي تحتضن مرقد السيدة المعصومة سلام الله عليها، شقيقة الإمام الرضا، وكذلك مسجد جمكران المعروف برواية ظهوره بأمر من الإمام المهدي (عج). هذه المواقع لا تقتصر على طابعها العقائدي، بل تعكس أيضًا الفن المعماري الراقي الذي يميز إيران.
جامع أصفهان وهو إحدى أبرز المدن الثقافية في البلاد، تضم جامعها الكبير، ومسجد الشيخ لطف الله، الواقع ضمن ميدان نقش جهان المصنّف ضمن التراث العالمي، وتتميز هذه المساجد بقبابها الضخمة وزخارفها الفسيفسائية المتقنة. كذلك، تم التوقف عند منار جنبان الشهير بمنارتيه المتحركتين.
إقرأ أيضاً:
الجولة وصلت أيضًا إلى أردبيل حيث ضريح الشيخ صفي الدين، مؤسس السلالة الصفوية، وإلى شوش التي تضم ضريح النبي دانيال، ذي الأهمية في كل من التراثين المسيحي والإسلامي.
أما الكنائس مثل كنيسة سان ستيفانوس في أذربيجان الشرقية وكنيسة جلفا في أصفهان فتعكس تعددية دينية وثقافية صمدت عبر قرون، وقد أُدرج العديد منها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وفي مدينة تبريز، يشتهر مسجد جامع كبود أي الجامع الأزرق بجماله الأزرق الساحر وهندسته المعمارية المبهرة، في حين تمثل الكعبة الزرادشتية في يَزد رمزًا للديانة الزرادشتية التي نشأت في إيران، مما يدل على التعدد الحضاري والديني للبلاد.
تُختَتم الرحلة في طهران بزيارة مسجد الإمام الخميني (رض)، أو الجامع الكبير، الذي يجمع بين العمارة الإسلامية التقليدية والعناصر الحديثة، ويحتضن أبرز المناسبات الدينية كصلاة الجمعة التي تُبث مباشرة عبر الإعلام الرسمي. ما يميز هذه المعالم أنها تتجاوز كونها أماكن عبادة لتشكّل تجربة متكاملة تعبّر عن عمق الثقافة الإيرانية وروحها المتجذرة في تاريخها الطويل.