قلة أنصار الإمام الحسين عليه السلام بين امتداد التأريخ وظروف الأمة | انوار الاباء

الثلاثاء 15 يوليو 2025 - 07:04 بتوقيت غرينتش

تحدث سماحة السيد عبدالصاحب الهاشمي عن قلة أنصار الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء وكثرة عدوه في كربلا.

خاص الكوثر - انوار الاباء

قال السيد الهاشمي: قلة أنصار أبي عبد الله الإمام الحسين عليه السلام لم تكن ناتجة عن عامل واحد، بل تعود إلى عدة عوامل، ولعل من أبرزها ما يرجع إلى عصر النبي محمد صلى الله عليه وآله. فعندما نسأل: لماذا كان أصحاب الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره قلة، وهو ابن بنت رسول الله؟ نجد أن الجواب يبدأ من تلك المرحلة. فهل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتمتع بعدد كبير من الأنصار الصادقين الذين يضحّون من أجله بالغالي والنفيس؟

وأضاف: للأسف الشديد، الجواب هو: لا. فرسول الله صلى الله عليه وآله نفسه كان يعاني، رغم كثرة المسلمين من حوله، إلا أن هذه الكثرة لم تكن على قدر المسؤولية. لم تكن تقف معه بقوة، ولم تكن مستعدة للتضحية بين يديه. لذا، نجد أن المسلمين كثيرًا ما كانوا يفرّون في الحروب ويتركون النبي صلى الله عليه وآله وحده في ساحة المعركة.

إقرأ أيضاً:

واشار السيد الهاشمي إلى غزوة أحد، وانتكاستها الكبرى التي مُني بها المسلمون، وكان السبب المباشر فيها هو فرار المسلمين وتخليهم عن المواضع التي وضعهم فيها النبي صلى الله عليه وآله. وكذلك في باقي الغزوات، لم يكن حالهم أفضل. بل حتى في آخر غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وآله، وهي غزوة تبوك، يذكر القرآن الكريم قوله تعالى:

وتابع: "لو كان عرضًا قريبًا وسفرًا قاصدًا لاتبعوك، ولكن بعدت عليهم الشقة". فالمعنى أن هؤلاء لم يكونوا مستعدين للبذل والتضحية، بل كانوا يفرّون ويتركون النبي، وإن حضروا في بعض الغزوات، فكثير منهم كان يحضر طمعًا في الغنائم، لا طلبًا للجهاد في سبيل الله.

وأكمل السيد الهاشمي حديثه: فالمشكلة التي واجهها الإمام الحسين عليه السلام، لم تكن جديدة، بل هي امتداد للمشكلة التي عانى منها جده رسول الله صلى الله عليه وآله. الفرق الوحيد أن: النبي صلى الله عليه وآله، رغم قلة أنصاره الصادقين، كان أيضًا يواجه عدوًا قليل العدد. أما الإمام الحسين عليه السلام، فقد كان أنصاره قلة، في حين أن عدوه كان كثيرًا جدًا، حتى أن أقل الروايات تذكر أن عدد جيش العدو يوم عاشوراء بلغ ثلاثين ألفًا (30,000). وبذلك، نفهم أن قلة أنصار الإمام الحسين عليه السلام لم تكن أمرًا عابرًا، بل هي نتيجة لمسار طويل من التخلي عن المسؤولية، بدأ منذ أيام النبوة واستمر حتى كربلاء.