خاص الكوثر - إبدأ رحلتك
قالت الأستاذة الخطيب: لا تزال هذه الآية الكريمة تتحدث عن هذا المعنى بوضوح: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" هذه الآية، التي افتتحتُ بها الحديث، تعبّر عن القانون الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وآله، والذي لم يغيّر فقط مجتمع الجاهلية الأولى، بل يصلح لكل مجتمع وفي كل زمان. والقرآن الكريم عبّر عن تلك الفترة بـ"الجاهلية الأولى"، وكأن هناك جاهلية ثانية نعيشها اليوم، وهذا يُشير إلى أن قانون النبي صلى الله عليه وآله لا يزال صالحًا لكل زمان.
وأشارت الى منظمة العدل الدولية أنها أصدرت تصريحًا تعتبر فيه أن النبي محمد صلى الله عليه وآله من أهم الشخصيات التي مرّت في التاريخ، والتي جاءت بقوانين غيّرت الثقافة. وقالوا بصريح العبارة: "نحن نحترم القانون الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله"، وهذا اعتراف بفضل رجل استطاع أن يُغيّر ثقافة مجتمعٍ متمسّك بعادات وتقاليد لم تكن كلها صحيحة.
إقرأ أيضاً:
وتابعت الأستاذة الخطيب: فما كان منها صحيحًا، أقرّه الإسلام. مثلًا: ثقافة الحج، كانت موجودة، لكن الإسلام أعطاها أبعادًا جديدة، فالحج لم يكن دينًا في السابق، بل كان مظهرًا من مظاهر الثقافة والعادات. أما الدين، فهو الأخلاق. وقد قال صلى الله عليه وآله: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وهذا يعني أن بعض السلوكيات كانت جيدة من قبل، فجاء الإسلام وأتمّها ونقّاها.
واختتمت ضيفة البرنامج قولها أن ثقافة الحجاب، لم يأتِ بها الإسلام لأول مرة، بل كانت موجودة في الأديان السابقة، وكانت من الأعراف والتقاليد، فجاء الإسلام فأقرّها، ورتّبها، ومنهَجَها، ووضع لها ضوابط وحدودًا. وكذلك ثقافة الحج، فهي أيضًا وسيلة لتبادل المعرفة والثقافات. في الحج، تجتمع الشعوب في مكان واحد، وتلتقي ثقافات متعددة، ويتعلم الناس كيف يتقبل بعضهم بعضًا، فتجد هذا يلبس الأبيض، وذاك الأحمر، وآخر الأصفر... لكنهم جميعًا، بعد هذا التنوّع، يندمجون في لونٍ واحد، لون التوحيد والوحدة.