الكوثر_مقابلات
يُعزّز القيم ويُعيد تشكيل هوية المجتمع بأسره مضيفة أن هذا الأسلوب في الحياة لم يكن يقتصر على المنزل فقط، بل كان يشمل كافة جوانب المجتمع، مما دفع الأجيال الجديدة للمضي قدمًا في مسيرة المقاومة والمضي على نفس الطريق الذي رسمه الشهيد.
المقاومة في حياة الشهيد
وتحدثت السيدة ندى حيدورة، زوجة الشهيد القائد حسين هاني عز الدين (الملقب بالحاج فارس)، عن الحياة اليومية للمقاومين وتسلط الضوء على الدور الأساسي الذي لعبته المقاومة في تشكيل شخصياتهم وحياتهم الأسرية مؤكدة أن المقاومة لم تكن مجرد فكرة عابرة، بل كانت جزءاً أساسياً من حياتهم اليومية، سواء داخل المنزل أو في مسيرة جهادية شاملة .
وبينت :كان الحاج فارس يولي اهتمامًا كبيرًا في نقل مفهوم المقاومة لأولاده، حيث كان يوضح لهم كيف نشأت حركة المقاومة، ما هي التحديات التي واجهتها في بداية الطريق، والأسباب التي جعلتها تتطور إلى ما هي عليه الآن.
وأوضحت زوجة الحاج فارس أن الزوج كان يركز بشكل كبير على مفهوم الجهاد كوسيلة لتحقيق دولة العدالة، وكان يدعو أولاده إلى التمسك بهذه المبادئ رغم الصعوبات وكان يُطمئنهم دائمًا أن مسيرة المقاومة مسددة من الله بفضل الولاية، وأن وجود قائدين كبار مثل السيد "حسن نصر الله" والسيد القائد "علي الخامنئي" كان يبعث فيهم الاطمئنان والثقة في الطريق الذي يسيرون فيه.
تجسد شهادة زوجة الحاج فارس رؤية واضحة وشاملة حول المقاومة، وكيفية بناءها كحركة جهادية متكاملة تتضمن الجوانب الفكرية والعاطفية بالإضافة إلى الأعمال العسكرية. المقاومة بالنسبة لها ليست مجرد فكرة أو سلاح، بل هي أسلوب حياة يعبر عن تضحية مستمرة، وتكامل بين الجهاد العسكري والبناء المجتمعي، مما يتيح للمجاهدين وأسرهم العيش بكرامة وأمان، ويعزز من استمرار المسيرة نحو أهدافها الكبرى.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان
تطور المجتمع المقاوم الحديث عن تطور المقاومة في لبنان كان جزءاً مهماً من الحوار اليومي في منزل الحاج فارس وتقول زوجة الشهيد: "في البداية، كان المجاهدون يسعون لإنقاذ المجتمع اللبناني من الهيمنة الغربية، أما اليوم، أصبحوا هم من يهددون القوى الكبرى، وصوتهم أصبح مسموعًا ومعترفًا به".وأضافت أن المقاومة لم تقتصر فقط على الجهاد العسكري، بل تطورت لتشمل بناء مؤسسات اجتماعية، صحية، وتربوية، لتوفير حياة كريمة للمجتمع الذي تأثر بشكل عميق بفكر المقاومة.
وكما تابعت:"المقاومة لا يمكن أن تكون مقتصرة على العمل العسكري فقط، بل يجب أن تكون شاملة لجميع جوانب المجتمع".
البساطة والزهد في حياة المقاومين
وفيما يتعلق بأسلوب الحياة المقاوم، تطرقت السيدة ندى إلى أهمية البساطة والزهد في حياة المقاومين. وأوضحت أن المجاهدين كانوا يرفضون الترف والمغالاة في الطموحات المادية، حيث كانت حياتهم مليئة بالزهد والبساطة، وهو ما مكنهم من التركيز على الهدف الأسمى: المقاومة. وأوضحت ندى حيدورة:"الزهد في الدنيا كان جزءاً من هوية المجاهدين، وكانوا يضعون نصب أعينهم هدفاً أكبر من كل متاع الدنيا".
أهمية القاعدة الفكرية للمقاومة
وأكدت زوجة الشهيد أن "المقاومة لا يمكن أن تستمر بدون قاعدة فكرية راسخة" وأوضحت أنه عندما تكون المبادئ واضحة ومبنية على أساس قوي، فإن ذلك يعزز من قدرة المجاهدين على الصمود في مواجهة التحديات. وقالت: "بعد الحرب الأخيرة، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي مررنا بها، إلا أن القاعدة الفكرية الثابتة ساعدت المجتمع على الصمود وعدم التفكك" وأضافت أن "المقاومة التي تنبع من عقيدة ثابتة لا يمكن أن تنهار، بل ستواصل النضال والتقدم مهما كانت الصعوبات".
التحليل والتخطيط في العمل المقاوم
وصفت السيدة ندى الحاج فارس بأنه كان يتعامل مع عمل المقاومة من زاويتين: الميدان والتخطيط. على الرغم من انشغاله بالعمل الميداني، إلا أنه كان يهتم كثيرًا بالتحليل الفكري والاستراتيجي للواقع السياسي والعسكري. "كان الحاج يخصص وقتًا لمتابعة الأخبار والتحليلات المحلية والعالمية، ويعتمد على هذه المعلومات لوضع خطط المقاومة المستقبلية".
دور المرأة في المقاومة
ومن الجوانب المهمة التي تحدثت عنها زوجة الحاج فارس هو دور المرأة في المقاومة وقالت: "المرأة كانت جزءاً لا يتجزأ من هذه المسيرة، فهي التي ربت المجاهدين والشهداء، وكانت تقدم لهم الدعم العاطفي والمادي" واستشهدت بوالدة الشهيد التي كانت نموذجًا للأم المقاومة التي ربت أولادها على حب الجهاد ولم تمنعهم الظروف المعيشية الصعبة من الانخراط في هذا الطريق.
دور الإعلام في تعزيز الفكر المقاوموأشارت السيدة ندى إلى أن الإعلام يجب أن يكون له دور أساسي في نشر الوعي حول المقاومة وأضافت: "الجانب التحليلي والفكري مهم جدًا لتعميق فهم الناس لقضية المقاومة، وكذلك الجانب العاطفي الذي يساعد على إلهام الشباب وتحفيزهم" وتابعت: "إذا تم تعليم الأجيال الجديدة أهمية المقاومة على مستوى الفكر والعاطفة، سنتمكن من خلق جيل قادر على استكمال المسيرة وتحقيق الأهداف الكبرى للمقاومة".