ناشطة تونسية لقناة الكوثر:

المرأة المقاومة اليوم.. صوتها لا يقل عن البندقية

الأحد 17 أغسطس 2025 - 10:58 بتوقيت غرينتش
المرأة المقاومة اليوم.. صوتها لا يقل عن البندقية

في حديث خاص لقناة الكوثر الفضائية، شددت ممثلة التحالف التونسي لدعم الحق الفلسطيني مريم مفتاح على أنّ المرأة اليوم تؤدي دوراً محورياً في مشروع المقاومة، مؤكدة أنّ الكلمة والصوت النسوي المقاوم لا يقلّان أهمية عن البندقية في مواجهة مشاريع الهيمنة الغربية.

الكوثر - مقابلات

وأضافت السيدة مفتاح أنّ المرأة المقاومة ليست فقط داعمة من الخلف، بل هي فاعلة في الميدان، تنقل القيم، وتربي الأجيال، وتلهم الرجال الثبات، تماماً كما فعلت السيدة زينب (عليها السلام) في لحظة مفصلية من التاريخ.

وتطرقت السيدة مريم مفتاح إلى دور المرأة في المقاومة من زوايا متعددة، مؤكدة أن السيدة زينب لم تقتصر على دعم أخيها فقط نفسياً ومعنوياً، بل حملت المشعل بعده وقادت من تبقى من شيعته نحو الصمود ونشر الحق، موضحة أن زينب كانت في موقع قيادة حقيقي، حيث تقدمت بخطب أثرت في زعزعة أمن العدو وصناعة رأي عام داعم لقضيتها.

وتناولت الناشطة التونسية أيضاً مكانة المرأة المقاوِمة كداعم أساسي للرجل في الميدان، لكنها أوضحت أن للمرأة أثرها الخاص ومجال عملها الذي تستشرفه عبر الواقع والمتغيرات التي تحيط بالمقاومة وأشارت إلى أن المرأة ليست فقط عنصراً مساعداً، بل ركيزة قوية في بناء الصمود والقيادة.

وكما تحدثت عن رمزية عاشوراء في ثقافة المقاومة، مؤكدة أنها شكلت بناءً عقلياً ونفسياً قوياً لا يهاب الموت ولا يضعف في سبيل الله مشددة على أن الثورة الإسلامية الإيرانية مثّلت مثالاً لاستعادة العدالة وإعلاء كلمة الحق، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم تضخ كل إمكاناتها في خدمة المظلومين والمستضعفين. 

إقرأ أيضاً:


ولم تغفل أهمية دور النساء من زوجات وأمهات المقاومين، حيث قالت إن دعم المرأة كان ضرورياً لحماية ظهر المقاومين، مستشهدة بدور المرأة الغزية التي أثبتت ثباتها وصمودها عبر كلمات قوية حفزت الصبر والجهاد في سبيل الله. وأضافت أن النساء في محور المقاومة نشطن ميدانياً وفي الحرب الناعمة، وواجهن محاولات تشويه صورة المحور والتفريق بين الناس.

وأشارت ممثلة التحالف التونسي لدعم الحق الفلسطيني إلى الدور المحوري للمرأة كمربية في بناء شخصية الأجيال القادمة، خصوصاً في غياب الرجل المجاهد، حيث تعمل على حماية عقول الأطفال من محاولات التلاعب التي تهدف إلى تفتيت المجتمع. في جانب القيادة والمبادرة، أوضحت "مريم مفتاح" أن المرأة المقاومة لم تكتف بالصمود فقط، بل تقدمت نحو القيادة، وصاغت مواقف واضحة ونشرت الرسالة في صفوف الأعداء والداعمين على حد سواء.

واستشهدت بدور السيدة زينب (عليها السلام) التي واجهت الظلم وتمسكت بحرية الكلمة رغم التهديدات، مؤكدة أنها قدمت قضيتها على أساس عدالة الحق ضد الباطل دون الانحياز لنعرات قبلية أو قومية.

وکما أكدت الناشطة التونسية أن مواقف السيدة زينب (عليها السلام) لم تكن ناتجة عن ضعف أو غضب إلهي، بل ثمناً دفعته حفاظاً على رسالة الإسلام وفداءً للحق بكل قوة وشجاعة، مما جعلها نموذجاً للإنسانية.

وختمت حديثها بالتأكيد على أهمية الوقوف إلى جانب الحق، مع ضرورة التبيين للناس، لأن الظالم يعتمد على تزييف الحقائق وتشويش الوعي لإخفاء معالم القضايا العادلة مبينة أن التنوير هو السبيل لإعادة ترتيب المفاهيم وإحياء القيم في المجتمع.

أجرت الحوار: الدكتورة معصومه فروزان