خاص الكوثر - مقابلات
وقالت السيدة "افتكار عقيل": كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء، وكما قال الإمام الخميني قدس الله سره الشريف: كل ما لدينا هو من عاشوراء. واقعة الإمام الحسين عليه السلام ليست حادثة تاريخية نحيي لها ذكرى سنوية فقط، بل هي منهج وأسلوب حياة مهد له جميع الأنبياء. كانت الحدث الأعظم مع الفداء الأعظم، الإمام الحسين عليه السلام، والمسيرة ما زالت مستمرة.
وأضافت :لدينا دور مهم جداً في هذا العصر من أجل بقاء راية التوحيد مرفوعة مهما كانت التضحيات كبيرة. نحن أتباع خط ومسيرة لا نقف عند فقد أعزاء وقادة، حتى لو استشهد لنا قادة يأتي قادة آخرون. التضحيات الكبيرة لأجل هدف عظيم، وهو تسليم الراية لصاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف). نحن نستوحي من رسول الله وأهل بيته أسوة حسنة .
اقرأ ايضاً
وتحدثت زوجة الشهيد القائد "ابراهيم عقيل" أيضاً عن مكانة السيدة زينب عليها السلام، قائلة: هي الرمز والقدوة للمرأة المقاومة الصامدة الشجاعة الرافضة للظلم، التي تحملت المسؤولية بكل وعي وصمود، ودافعت عن أهداف الثورة ونقلت رسالة الحق إلى العالم. نساء المقاومة اليوم يأخذن الدروس والعبر من السيدة زينب في الصبر والعزيمة، ويقدمن نماذج ملهمة في التضحية والفداء."
واستطردت:المرأة المقاومة اليوم، كما زينب، تواجه الظلم وتدافع عن الحق بكل وعي وبصيرة وثبات، وتقدم فلذات أكبادها قرابين على مذبح الحسين بعزيمة وتضحية زينب. السيدة زينب هي مثال حي في أعماق كل امرأة رسالية تنظر بعين الله وتجاهد من أجل رسالة مقدسة.
كما شددت السيدة "افتكار" على أهمية الاختيار السليم في الزواج، مؤكدةً: لا بد للمرأة والرجل أن يحسنا الاختيار عند الزواج لتكون ثمرة زواجهما جيل مهدوي يقف مع الحق ويستميت بالدفاع عنه.
الإعلام الزينبي: سلاح الوعي في مواجهة التعتيم والتشويه
وعن دور الإعلام في مواجهة التشويش على هوية المجاهدين وأسرهم، قالت: الإعلام اليوم كما كان بالأمس يحاول التعتيم على هوية المجاهدين وأسرهم، وعلى المقاومة، كما حاول الإعلام الأموي التعتيم على هوية أهل البيت والتشويش على الوعي الجماعي للأمة.
وأضافت: دور المرأة المقاومة اليوم كما كان دور زينب هو كشف زيف أبواق الإعلام من خلال الوعي والتبيين والثبات والبصيرة، وعن طريق إعلام منطقي وهادف كزينب.
ونقلت السيدة "افتكار" قول الشهيد "المطهري" حول الرسالة الإعلامية: إن أول شروط نجاح الرسالة الإعلامية هو عقلانيتها وقوة ومتانة محتواها ومدى إيفائها بحاجات الجماهير الفكرية والعاطفية والاجتماعية والمادية؛ فالرسالة الإعلامية الناجحة هي القائمة على القوانين المنطقية التي تتناغم مع العقل والمنطق البشري.
المرأة في المقاومة: وعي ورسالة عابرة للحدود
وفي ختام حديثها، ركزت السيدة "افتكار عقيل" على أهمية موقف المرأة المقاومة، فقالت: من مواقف زينب عليها السلام أخلاقها وعفتها وجرأتها في آن واحد، عندما وقفت بكل شموخ وآباء في مجلس ابن زياد ومجلس يزيد لعنة الله عليهم، لقد وازنت بين العفة ورزانة الجرأة عندما تطلب الموقف الرسالي ذلك وعلى المرأة المقاومة أن تكون نموذجاً يُحتذى به في عصرنا الحاضر في مواجهة يزيد العصر بكل عفتها ورزانة جرأتها.
وفي حديث لاحق، أكدت زوجة الشهيد القائد "الحاج عبدالقادر" على ضرورة توثيق قصص النساء المقاومات ونشرها بلغات متعددة لتعزيز الوعي العالمي، وقالت: لقد قدمت النساء نماذج ملهمة في شتى ميادين المقاومة سواء بالعمل الميداني أو بالكلمة ومن المهم أن يصبح دور النساء في المقاومة نموذجاً عالمياً يمكن تعميمه، لذا من الضروري توثيق قصص النساء المقاومات ونشرها عبر الإعلام أو الأدب بلغات متعددة.
وأضافت: السردية القوية تصنع الوعي العالمي وتخلق الإلهام ولا يقتصر دور المقاومة على المواجهة الميدانية فقط، بل يشمل التعليم، والتبليغ، وبناء الوعي، وحماية الفكرة والعقيدة، كما فعلت السيدة زينب بعد استشهاد أخيها الإمام الحسين، إذ كان لها دور محوري في حفظ رسالة الإمام ونقل مظلومية أهل البيت، مما ساهم في إشعال الثورة ضد الحكم الأموي.
وأشارت السيدة "افتكار" إلى أهمية إنشاء شبكة علاقات بين النساء المقاومات في مناطق مختلفة لتعزيز تبادل الخبرات مع احترام الخصوصية الثقافية لكل مجتمع.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان