قناة الكوثر تحاور والدة الشهيد "أحمد الريحاني"..

أسلوب الحياة العاشورائي.. شهادة كانت نتيجة تربية على بصيرة

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 05:38 بتوقيت غرينتش
أسلوب الحياة العاشورائي.. شهادة كانت نتيجة تربية على بصيرة

في حوار خاص مع قناة الكوثر الفضائية، تقول الحاجة "حليمة سليم"، والدة الشهيد السيّد "أحمد عبد الله ريحاني": نحن في زيارة عاشوراء نطلب من الله عزّ وجل: (اللهم أحيني حياة محمد وآل محمد وأمتني مماتهم)، السيد أحمد كان مصداقاً لهذا الدعاء..

الكوثر - مقابلات

بهذه الكلمات تصف أسلوب حياة ابنها الشهيد، الذي لم يكن مجرد مجاهد في الميدان، بل كان نموذجاً لحياة إيمانية متوازنة، تجمع بين الزهد وتحمل المسؤولية، وبين الوعي والثبات.

الحاجة "حليمة سليم"، تحدثت عن أبرز سمات حياة ابنها، وأساليب تربيته، فتقول: "إذا أردتُ أن أُلخّص أسلوب حياة ابني ببعض السمات الرئيسية، أقول: لقد كان كما يحب الله ورسوله، مُلزماً بأوامر الله، مُبتعداً عن نواهيه، صاحب تقوى عالية، مُحباً للعلم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يسعى لقضاء حوائج الناس، ليّن، بشوش. كان في هذه الدنيا عبداً من عباد الله الذين لم تغرّهم الحياة الدنيا ولم يركنوا إليها. لم يكن يهتم بالأمور المادية، كان زاهداً بحق، لم يكن لديه في قلبه كُرهاً أو غِلاً تجاه أحد... كلّ الذين عرفوه مدحوا بأخلاقه العالية وسلوكه الإيماني، فقد كان بحقّ زيناً لأهل البيت لا شيناً".

وأشارت إلى مفهوم المقاومة في عائلتها، وقالت: "إنّ مفهوم المقاومة في عائلتنا يجري مجرى الدم في العروق. نحن كما نُرضع أبناءنا حبّ الوصي (ع)، نُرضعهم الإخلاص لهذا الخطّ الذي هو امتداد لكربلاء. منذ الصغر، في البيت، في كشّافة المهدي، في مدارسنا الإسلامية، هكذا الشهيد السيّد أحمد تشبّع بهذا المفهوم عن وعي وبصيرة."

وتابعت أم الشهيد في حديثها عن نظرة ابنها إلى الدنيا والماديات: "حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة، والنمط الاستهلاكي يساهم في الانغماس في الدنيا والركون إليها. الشهيد لم يكن يهتم بالأمور المادية، كان يسعى كأيّ أب كادح لتحمّل المسؤولية، ليعيش مع عائلته بالكفاف، لكن على قاعدة أن نأخذ من الدنيا ما يُعيننا على إكمال الطريق وتحقيق الأهداف الأخروية. الماديات ليست سوى وسيلة لما هو أسمى، وليست هي الغاية."

إقرأ أيضاً:

وعن الجمع بين الزهد وتحمل المسؤولية، أكدت: "برأيي، لا مانع من الجمع بين الزهد وتحمل المسؤولية الاجتماعية. بل إن أحدهما يُنتج الآخر. المقاوم الحقيقي يعتبر نفسه مخاطباً من قبل الله كخليفة له في الأرض، وعليه مسؤولية إعمارها، وقيام المجتمع الإسلامي الموحد. لا بد أن يكون متحملاً للمسؤولية، متخلقاً بأخلاق الله، ينشر هذه الأخلاق في مجتمعه ليصبح مجتمعاً قائماً على القيم العليا، يتهيّأ لنشر العدل وبسط الإسلام.

"كما أكدت الحاجة "حليمة" على رسالة الشهيد "أحمد": "الشهيد أحمد كان يسعى لتبليغ الدين المحمدي الأصيل قولاً وفعلاً. كان منشغلاً عن الأمور الدنيوية في سبيل إعلاء كلمة الحق وتربية مجتمع موحّد يقوم على القيم العليا."

وعن استمرارية طريق الشهيد، قالت: "أما عن استمراريتي في هذا الطريق، فأقول: الطريق الذي سلكه الشهيد هو طريق الله، وسأبقى عليه حتى الرمق الأخير. أحثّ باقي أولادي على التمسك بهذا النهج، وأرعى أبناء الشهيد ليكونوا أيضاً على خطى أبيهم."
وفي ختام حديثها عن جيل الشباب اليوم، أكدت: "جيل الشباب اليوم يتمتع بقدرات عظيمة: الذكاء، الاطلاع، الإيمان، الإرادة. إذا استُثمرت هذه القدرات في الاتجاه الصحيح، فستكون ضمانة حقيقية لمستقبل المقاومة."

وأضافت حول شخصية الشهيد "أحمد": "ان السيد أحمد يتمتع بشخصية هادئة، غير انفعالية. قراراته كانت عقلانية، متينة، غير متسرعة. كونه طالب علم في مرحلة "البحث الخارج"، وعمله في ملف "ثقافة الجهاد"، ساهما في بناء شخصية متوازنة ومنطقية. كان من أصحاب البصيرة، قراراته قائمة على أداء التكليف. نعم، كان يتمتع بروح جهادية عالية، وكانت عيونه تلمع فرحاً حين طُلب منه الالتحاق بالجبهة، لكن تلك الروح الجهادية العالية والاندفاع للقتال كانت قائمة على وعي وبصيرة، وتحمل مسؤولية، وأداء للتكليف، وليس على الاندفاع المتهور الفارغ."


أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان