قضية ساخنة.. لبنان.. بين التكافل اللبناني والوحشية الاسرائيلية

الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 - 06:31 بتوقيت غرينتش

على الرغم من ضراوة الازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي ضربت المجتمع اللبناني في السنوات العجاف الاخيرة مضافا اليها النتائج الكارثية لجريمة تفجير مرفأ بيروت وعلى الرغم من التشظي السياسي والخطاب الطائفي المقيط والممزوج والعجز الرسمي عن مواكبة نتائج العدوان، رغم كل ذلك كشف المجتمع اللبناني عن معدن أصيل في التكافل والتعاضد والتضامن.

خاص الكوثر_ قضية ساخنة

وفي هذا الصدد لا نعير اهتماما لبعض الاصوات المريضة الناشزة التي تستغل العدوان الاسرائيلي الوحشية والمدمرة كي تخرج ما في دواخلها من احقاد ونتوقف باعجاب واجلال عند هبت المناطق اللبنانية كلها وبشرى لاستقبال النازحين قصرا من بلداتهم وقراهم المستهدفة بالغارات الوحشية وتقديم كل اشكال الدعم والمساندة .

اقرأ أيضا:

فلسطين الصمود.. يحيى السنوار.. الشهيد القائد

قضية ساخنة .. القائد الشهيد يحيى السنوار صمد بعزيمة فولاذية

هذا الواقع ان دل على شيء فانه يدل على الفطرة الانسانية السليمة التي على الرغم من كل ما اصابها لا تزال ساعة الحقيقة وفي اللحظات الحرجة تنتصر لسويتها وانسانيتها وتتجاوز المسائل الخلافية درءَ لما هو ادهى واخطر في حال تمكن المحتل من رش بذور الفتنة والشقاق وهذا ما تعلمه اللبنانيون بالتجربة والبرهان خصوصا ابان الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 والنتائج الكارثية التي خلفها وراءه .

وكذلك ما فعله بعملائه لحظة تحرير الجنوب عام 2000 حين تركهم وراءه  كالجراء الجربانة المرمية على قارعة الطريق .

ما يسلكه اللبنانيون في الظروف الصعبة واللحظات المصيرية يبرهن انه لو توفر خطاب سياسي واعلامي ايجابي وموحد لكانوا عرفوا كيف يرتبون حياتهم ويديرون أمورهم وينظمون خلافاتهم لكن مصيبتهم انهم عالقون في براثن قوى سياسية لا تقتات الا على خطاب الكراهية والبغضاء والشرذمة.