الكوثر - ايران
حرصت الجمهورية الإسلامية منذ الثورة الإسلامية الذي نجحت عام ١٩٧٨م من تحويل نظام الشاه محمد رضا بهلوي الموالي لامريكا وكيان الاحتلال إلى ثورة تعادي الكيان وتواجه الظلم الامريكي ضد الشعب الفلسطيني وتحالف وتنصر فلسطين ومنذ اعلان الإمام الخميني (رض) مبادئ الثورة ومن اهمهما ان تكون فلسطين وقضية المسلمين المركزية القدس واحدة من أهم القضايا التي تحرص ايران على دعمها وتبنيها دعما لم يقتصر على نوع او شكل محدد من أشكال الدعم بل كان دعما لا محدود.
ومنذ هذا التاريخ لم يظهر هناك تذبذب بقوة هذا الدعم سلبا حتى مع تغير فترات الحكم في إيران سيما بعد رحيل الإمام الخميني (رض) ومع تولي خلفه الإمام السيد على الخامنئي بقيت مبادئ الثورة تتخذ من فلسطين قضية مركزية لها ورغم تعاقب الرؤساء على إدارة البلاد سواء ممن ينتمون الى التيار المحافظ او الإصلاحي بقيت فلسطين حاضرة في تفاصيل المشهد السياسي والانتخابي في ايران لسبب ان واحدة من معايير اختيار الشخصيات لخوض سباق الرئاسة هو مدى انحياز هذه الشخصية لفلسطين وتبني مبادئ الثورة الخاصة بهذه القضية.
الرئيس الشهيد ابراهيم رئيسي كان من أكثر الرؤساء حضورا في فلسطين وانفتاحا عليها وعلى قيادتها وقد كانت حرب طوفان الأقصى بالون اختبار تاريخي وعملي لمواقف ايران ومحور المقاومة بشكل عام والسيد ابراهيم رئيسي بشكل خاص الذي لم يتردد للحظة في إعلان مواقف صريحة وواضحة داعمة لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة العدو الصهيوني وقد اوفد وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان مرات عدة إلى المنطقة للقاء قادة محور المقاومة وقادة المقاومة في فلسطين منذ السابع من اكتوبر وجال العالم مدافعا عن قضية وحق الشعب الفلسطيني.
من أبرز المواقف واهم المواقف التي ميزت الرئيس الشهيد عن سلفه من الرؤساء في ايران هو اختياره لان يكون ضيفا وخطيبا عبر الفيديو في احتفال جماهيري أقيم في قطاع غزة بمناسبة يوم القدس العالمي حيث نظمت اللجنة الفلسطينية ليوم القدس العالمي احتفالا جماهيريا بهذه المناسبة وسط حضور الآلاف من المشاركين بتاريخ ١٤ أبريل عام ٢٠٢٣ في ملعب فلسطين الدولي وصفه حينها الاعلام العبري بالخطاب غير المسبوق أكد يومها الرئيس الشهيد في كلمته وهو مرتديا الكوفية الفلسطينية على مبادئه الثابته تجاه القضية الفلسطينية ودعم ايران اللا محدود لمقاومة الشعب الفلسطيني وسط ترحيب وهتاف من الحضور ترحيبا وفخرا بما يقول..
هذا الظهور للرئيس الإيراني لم يكن عاديا فهو اول خطاب سياسي لرئيس في العالم كله يبث في قطاع غزة وموجه لأهل غزة خاصة وعموم الشعب الفلسطيني في القطاع الذي يفرض عليه حصارا غير مسبوق منذ العام ٢٠٠٧م في تحدي سياسي لهذا الحصار الظالم.
حضور الرئيس الشهيد في تفاصيل القضية الفلسطينية في حرب الثمانية شهور على غزة كانت مؤشرا على ثبات الرجل رغم حالة التحريض والتهويل والهجوم الإعلامي الامريكي والصهيوني والغربي على ايران بعيد عملية طوفان الأقصى ومحاولة تحميل ايران مسؤولية ما حدث كونها داعمة اساسية للمقاومة .
هذا التحريض الذي كان سيكون له ثمن كبير سياسيا واقتصاديا اضافيا على ما تواجهه ايران من عقوبات بسبب هذا الدعم لفلسطين لم يدفع إدارة الرئيس رئيسي من التنصل من دعمها للمقاومة وتبنيها ومواصلة هذا الدعم المعلن رغم إعلانها انها ليست جزء من التخطيط لهذه العملية وهي إبداع فلسطيني بشكل كامل.
ولم يقتصر هذا الدعم عند هذا الحد فبات محور المقاومة الذي ترعاه وتدعمه ايران منخرط بشكل كامل في هذه المواجهة ويدفع ثمنا وتدفع الكيان ثمنا من لبنان الى اليمن الى العراق وبذلك تكون ايران بزعامة قائدها الإمام الخامنئي ومن بعده الشهيد ابراهيم رئيسي وادارته قد نجحت في أهم الاختبارات التي واجهت وحدة وتماسك وقوة محور المقاومة..
ومن أبرز ما ميز هذه الفترة الرئاسية هو الهجوم الصاروخي الإيراني على الكيان ردا على قصف سفارتها في دمشق ولقد قدر لي أن أرى من سماء غزة صواريخ ايران تسقط على اراضينا المحتلة وقد علت تكبيرات اهل غزة فرحا وفخرا بهذا الهجوم.
استشهاد السيد رئيسي بلا شك خسارة كبيرة لإيران اولا ولفلسطين ثانيا ولكن تبقى امال الفلسطينيين بأن تفرز ايران رئيسا كما رئيسي محبا وداعما ومنتميا لفلسطين.
بقلم الكاتب الصحفي حسين البطش