وبلغت ذروة الاحداث الارهابيه في ايران والتي خططت لها زمرة المنافقين الارهابية في الانفجار الذي استهدف مقر الحزب الجمهوري الاسلامي في يوم 27 حزيران/ يونيو 1981ما اسفر عن استشهاد 72 من أعضاء وقادة الثورة الاسلامية حيث أعلن الإمام الخميني (ره) الحداد العام في إيران.
ووقع التفجير الارهابي اثناء اجتماع لقادة الحزب الجمهوري الاسلامي ما أسفر عن استشهاد رئيس السلطة القضائية حينها آية الله السيد محمد حسين بهشتي.
وكان الاجتماع قد ضم الكثير من مسؤولي البلاد حيث استشهد ايضا أربعة وزراء ( الصحة، والنقل، والاتصالات، والطاقة)، بالاضافة الى 17 نائبا في مجلس الشورى الاسلامي، والعديد من المسؤولين الحكوميين الآخرين.
مقر الحزب الجمهوري الاسلامي بعد الاستهداف الارهابي
ومن العمليات الارهابيه الاخرى التي خططت لها زمرة المنافقين هي تفجير مكتب رئاسه الوزراء في 29 اب/ اغسطس 1981 الذي اسفر عن استشهاد الرئيس الايراني حينها محمد علي رجائي ورئيس وزرائه الدكتور محمد جواد باهنر والعديد من الشخصيات السياسيه.
ويمكننا ان نضيف الى قائمة الاغتيالات في ايران الشهيد مرتضي مطهري من اولى الشخصيات السياسية التي صارت ضحية الارهاب. وأول رئيس أركان للجيش الايراني الشهيد الفريق محمد ولي قرني وعالم الدين والسياسي البارز اية الله محمد مفتح وشهداء المحراب الخمسة وهم : آية الله سيد محمد علي قاضي طباطبائي وآية الله سيد اسدالله مدني تبريزي وآية الله سيد عبدالحسين دستغيب وآية الله محمد صدوقي وآية الله اشرفي اصفهاني واغتيال القائد السابق للجيش الإيراني، الفريق الشهيد صياد شيرازي.
جثمان الشهيد اية الله بهشتي
كما يمكن الاشاره الى اغتيال 5 من العلماء النوويين الإيرانيين وهم مسعود محمدي، ومجيد شهرياري، وداريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن ومحسن فخري زادة خلال عامي 2010 الى 2020 وهجومان ارهابيان استهدفا البرلمان الإيراني وضريح الامام الخميني، يوم 7 يونيو 2017 اسفر عن استشهاد 17 شخصا وإصابة 40 بجروح والهجوم الارهابي على مراسم الاستعراض العسكري للقوات المسلحة في مدينة اهواز جنوب غرب البلاد في عام 2018 أسفر عن استشهاد 25 شخصا وجرح 60 آخرين من المدنيين والقوات العسكرية...كلها تظهر حجم الاضرار التي تكبدتها الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه جراء الارهاب.
من جرحى استهداف العرض العسكري في اهواز
ولم يكن الامر مستغربا او جديدا على الاسماع بل هي الحقيقة بعينها التي برزت وبصورة جلية للجميع، اذ انه وبعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة وهي الثورة التي تمكن فيها الشعب بصموده واصراره ليس فقط من ازالة عرش الطاغوت بل انها وضعت خارطة طريق لكل شعوب العالم في كيفية مواجهة الطواغيت ومن يدعمهم او يقف وراءهم، لذلك وجد الشيطان الاكبر اميركا وربيبته الكيان الصهيوني ان استمرار دوام هذا النهج الشعبي الثوري وبهذه الطريقة سوف يأتي ليس فقط على مصالحهم بل كل كياناتهم الورقية.
لذلك لم يجدوا طريقا من اجل ايقاف هذا الزحف الثوري الا ان يستهدف الرموز التي اشعلت نيران هذه الثورة المباركة وبهذا تشكلت المجاميع الارهابية التي تعددت اسماؤها من امثال الفرقان وفدائيان وغيرها ، ووضعت خطتها الاجرامية لاغتيال ابناء الثورة واحدا بعد اخر وكان في الطليعة الشهيد المطهري ومن ثم ائمة الجمعة وعدة من المفكرين ووصل الامر الى اغتيال حتي اصحاب المحلات البسيطة، هذا في السنوات الاولي للثورة الاسلامية ظنا منهم انهم وبهذه الاعمال الوحشية واللاانسانية يستطيعون ان يوقفوا عجلة الثورة المباركة وحصرها داخل ايران من اجل ان لا تنطلق وتكون منارا للثورات في مختلف بلدان العالم.
العلماء النوويين الإيرانيين الشهداء
الا ان الامر قد خرج من الطوق وان هذه الاغتيالات قد فتحت الافاق نحو افكار الثورة ومعطياتها لان تجد طريقها الى قلوب الشعوب التي احتضنت هذه الافكار ودافعت عنها وبصورة لم يعهدها اويتوقعها المستكبرون.
لذا فان الجمهورية الاسلامية قد قدمت اكثر من 17 الف شهيد قرابين على يد الارهابيين المدعومين دوليا واقليميا وداخليا من بعض الاحزاب التي كانت تأتمر بأمر واشنطن، الا ان الواقع اثبت ان هذه الشهداء الذين سقطوا ضحية الحقد الدفين قد ركزوا مفاهيم الثورة وبحث تعمقت افكارها لدي ابناء الشعب الايراني وبصورة افقدت الارهابيين ومن يدعمهم صوابهم لانه وبذلك افشلت مشروعا استراتيجيا مهما كانوا يعملون على تحقيقه في المنطقة والعالم.
ان الصحوة الاسلامية التي انتشرت في العالم الاسلامي على الخصوص وبعد انتصار الثورة الاسلامية قد خلقت اجيالا تحمل في نفوسها الثورة ضد الظلم والظالمين وخاصة المستكبرين وعلي رأسهم اميركا وربيبتها اسرائيل بحيث لم تتمكن هاتان القدرتان على ان يكون لهما محط قدم في اي بلد في المنطقة لانهما تواجهان الرفض القاطع رغم عمالة حكامها.
شهداء المحراب الخمسة
وطهران اليوم وهي تحتفل بذكري ضحايا الارهاب باحتضانها لمؤتمر دولي جمع الفعاليات السياسية والثقافية والعلمية والفكرية في مختلف انحاء العالم، لتؤكد ان وقوفها مع الدول والمنظمات التي تحارب الارهاب لم يكن امرا وقتيا او اقتضته الظروف الامنية الانية ، بل انها تعتبر هذا الامر جزء من ستراتجيتها الكبري لانها الضحية الاولي، ولذلك فهي لن تالوا جهدا من ان تقدم كل انواع الدعم اللازم لمواجهة هذا الارهاب والذي اعلن عن نفسه وبوضوح بعد ان كان يعمل في الخفاء او تحت الارض.
ان مواجهة الارهاب اليوم ليست قضية ايران وحدها بل هي اصبحت قضية دولية لان الارهاب بات يشكل خطرا كبيرا على كافة شعوب العالم خاصة ما يتلقاه من دعم لا محدود ومنظم من دول عظمي واولها اميركا وحلفائها في المنطقة، لذلك يتطلب الامر توحيد الجهود والطاقات وعلى مستوى دولي من اجل ايقاف عجلة القتل والدمار التي تبناها الارهاب كاستراتيجية في التعامل مع الشعوب.
ويمكننا القول ان طهران اليوم هي الدولة الوحيدة في العالم التي تواجه الارهاب وتتصدي له بصورة فاعلة لانها هي اول دولة في العالم تضررت منه، وقدمت في هذه الطريق الالاف من اعز ابنائها.