يوم القدس العالمي هي دعوة أطلقت بتاريخ عشرين رمضان عام 1399 هــــــ الموافق 15/ 8/1979م حاول من خلالها الإمام الخميني (رضوان الله عليه) ومنذ إنشاء الكيان الإسرائيلي الغاصب، تنبيه العالم الإسلامي إلى خطورة ذلك الكيان، ليس على القدس وفلسطين التي احتلها فقط، بل على مجمل عالمنا العربي والإسلامي وهذا ماهو حاصل الآن حيث أن أطماع الصهاينة تزداد وتتوسع يوما بعد يوم.
يقول الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) بأن إحياء يوم القدس استجابة لدعوة الإمام الخميني (رحمة الله عليه) يعتبر عبادة ويعتبر ممارسة جهادية في سبيل الله تعالى لما له من أثر مهم في خلق الوعي بين المسلمين وفيه رؤية صحيحة للمخرج مما تعانيه الأمة.
وفي اليمن منذ العام 2012 بدأ خروج الشعب اليمني في مسيرات يوم القدس العالمي بعد أن كان النظام السابق يمنع تلك المسيرات إبان حكمه بذريعة أن يوم القدس جاءت دعوته من ايران وبأن هذه الدعوة لا تهمنا في الوقت الذي كان فيه حزب الإصلاح اليمني يجمع الأموال الطائلة من أبناء شعب "الإيمان الألين قلوبا" بذريعة دعم الأقصى، وسمعنا عن إنشاء عدة جمعيات باسم فلسطين والأقصى، وتحركات كبيرة لم يجني ثمارها سوى قيادات حزب الإصلاح، ودعم لحزبهم الذي أنشأ المئات من الجمعيات والمقرات التعليمية لدعم فكرهم الوهابي الدخيل على شعب الإيمان.
واستمر الوضع كما هو عليه إلى أن ثار الشهيد القائد "حسين بن بدر الدين الحوثي" من مرّان، ليعمل على إيقاظهم مما هم فيه ويحذرهم من خطورة اتباع المنهج الوهابي الذي كان يحارب عدة موروثات دينية متعارف عليها وورثها الشعب اليمني جيلا بعد جيل مثل إحياء المولد النبوي (على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام) وإحياء يوم الولاية وجمعة رجب، وغيرها من المناسبات التي كان الفكر الوهابي قد طمسها، وبعد ثورة الشهيد القائد عاد إحياء تلك المناسبات الهامة و بعد ثورة فبراير 2011 استطاع الشعب اليمني أيضا أن يخرج مع شعوب المنطقة إحياء ليوم القدس العالمي وهذا ما زاد في قلق العدو الصهيوني، وهو يرى ويراقب زيادة نسبة الوعي بين أبناء الشعب اليمني خاصة وهم يخرجون في مسيرات يوم القدس ويهتفون بأعلى الصوت بالموت لأميركا والموت لـ "إسرائيل" ما جعل العدو يخطط ويفكر بأنه لا بد من الاعتداء على هذا الشعب ظنا منهم أنهم بعدوانهم عليه سيطفؤون جذوة الصحوة التي استشرت في النفوس، وبهذا نستطيع أن نقول أن إحياء يوم القدس العالمي في اليمن كان أحد الأسباب التي جعلتهم يشنون عدوانا على هذا الشعب المؤمن المتمسك بهويته وبقضيته المركزية.
ومن أهم أثار إحياء يوم القدس في اليمن هو أن الشعب اليمني كان الشعب المتصدر لرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني وإفشال صفقة القرن، في وقت خنعت فيه كثير من الشعوب العربية ولم يكن لها موقف يذكر بعد دعوات قمة البحرين التي كانت تهدف لبيع فلسطين والقدس وللتطبيع مع الصهاينة.
فاليمنيين بمنهجهم القرآني وقائدهم الحكيم لم ولن ينسوا فلسطين أبدا في كل مناسباتهم رغم أوجاعهم ورغم ما هم فيه ظلوا حريصين على الخروج بمليونيات إحياء ليوم القدس هاتفين بكل هيبة قولا وفعلا بالموت لأميركا والموت لـ "اسرائيل" وبأنه لا بد من إزالة هذه الغدة السرطانية من جسد الأمة الإسلامية، وهي الكيان الغاصب، وتأتي خطابات السيد القائد في كل مناسبة وهو يذكر الأمة بأن فلسطين قضيتنا المركزية والأساسية ويعلن استعداده لإرسال مقاتلين إلى فلسطين إن تطلب الأمر، وهو رجل الأقوال والأفعال ليتوج بذلك العلاقة التاريخية الوطيدة بين أنصار الرسالة المحمدية وبين أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين.
بقلم الكاتبة اليمنية: أمة الملك الخاشب