مراكز البحث والتخطيط الاميركي بدأت تنظر إلى الاحتجاجات للتغيير السياسي وكأنها المنقذ للعراق في محاولة لصناعة نسخة من الربيع العربي متناسين بأن أحداث الاحتجاجات لاتزال الشعوب العربية تتحمل آثارها السلبية.
توجه الإدارة الأميركية نحو التصعيد في العراق بعد تيقنها من ان نتائج الانتخابات لن تكون بمصلحة المشروع الصهيوني في المنطقة وقوى المقاومة ستكون لها حظوظ كبيرة رغم الماكنة الاعلامية واعمال التخريب وتحويلها الى فوبيا.. وبالتالي مشروع واشنطن لن يمضي، فحولت الإدارة الأميركية مشروعها نحو التصعيد عبر الاحتجاجات والعنف ودعم أعمال الشغب لاجبار القادة السياسيين على القبول بالشروط وتحويل البلاد الى قاعدة عسكرية تستهدف من خلالها محور المقاومة وقلعة الصمود الجمهورية الاسلامية.
وكالعادة بدأت تلوح لمجموعاتها المتغلغلة في الاحتجاجات بالتصعيد وعدم الاعتماد على الانتخابات بحجة "عدم القدرة على اجراء الانتخابات" رغم تأكيد ساسة العراق مرارا على امكانية اجراء انتخابات بعيدا عن التاثيرات السياسية لكن واشنطن تسعى الى ابعاد قوى سياسية محددة - ترفض الانصهار في المشروع الاميركي - من قبة البرلمان بأي ثمن.
التصعيد الاميركي الخليجي في وسط وجنوب العراق متزامنا مع نشاط لخلايا داعش الارهابية في الانبار وصلاح الدين وديالى وتغلغل للحركات السلوكية المنحرفة كاليمانية والصرخية المدعومة من اجهزة المخابرات الغربية الخليجية في محاولات لتمزيق المجتمع الشيعي المتماسك.
الاميركيون ديمقراطيون كانوا ام جمهوريون فهم من قماش واحد .. وهل يدرك العراقيون ما تحيكه واشنطن؟.
بقلم .. محمد الياسري
المقال يعبر عن رأي صاحبه ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر قناة الكوثر.